وقد سجلت مشاركة المنتجين المغاربة لهذا النوع من الخضر والفواكه في فعاليات المعرض الدولي "فروت لوجيستيكا" ببرلين الذي اختتمت دورته الرابعة والعشرين مساء أمس، نجاحا مهما إذ تمكنوا من استقطاب موردين من مختلف مناطق العالم رغم تواجد بلدان من أمريكا اللاتينية المعروفة بإنتاجها القوي.
ولم يكن للطبيعة الخصبة للمناطق الاستوائية المتواجدة في نطاقات جغرافية مختلفة حيث تنتج أنواع لا حصر لها من الفواكه ذات أشكال متنوعة بمذاق مختلف أن يثني بعض الفاعلين في القطاع الفلاحي من خوض التجربة رغم المناخ الذي يعرفه المغرب والبعيد عن هذا المدار.
وحول هذه التجربة قال كريم مرتضى، المدير التجاري لمجموعة شركات منتجة ومصدرة للفواكه الاستوائية خاصة الأفوكادو والمانغا، إن المجموعة اختارت أن تخرج عن المألوف في المنتوج المغربي المعروف في الأسواق العالمية خاصة الحوامض والطماطم، وإنتاج هذا النوع من الفواكه.
وأوضح مرتضى في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش هذا المعرض، أنه رغم ما تتطلبه الفواكه الاستوائية وأيضا الخضر من ظروف مناخية معينة فقد تمت ملاءمتها مع الظروف المناخية المغربية بفضل مجموعة من التجارب والاختبارات.
وأضاف أن ذلك تطلب خبرة علمية عالية وبذل جهود كبيرة على مدى سنوات للوصول إلى هذه النتيجة والولوج إلى الأسواق العالمية ،مبرزا أن الموردين الأوروبيين، ومن مختلف أنحاء العالم أصبحوا يدركون أن المنتوجات الفلاحية المغربية خاصة الفواكه أصبحت متنوعة وتعكس خبرة مميزة في المجال.
واعتبر أن عرض الفواكه الاستوائية بالجناح المغربي أصبح بمثابة قيمة مضافة لعرض المهنيين المغاربة، من خلال جودتها العالية واستجابتها للمعايير الدولية بشهادة أكبر المؤسسات الدولية المتخصصة في أوروبا، مما مكنها من اكتساح السوق الأوروبية من ضمنها الألمانية وأيضا السوق العربية كالكويت والعربية السعودية.
أما نجية كنان، مسيرة شركة لإنتاج الفواكه والخضر الاستوائية بأكادير، فأشارت إلى أن مؤسستها المتواجدة بأكادير تعتبر الوحيدة في المغرب التي تنتج أنواع محددة من الخضر الاستوائية التي أصبحت تعرف رواجا وإقبالا لدى المستهلك المغربي وأيضا الأوروبي.
وأوضحت كنان التي تشارك في هذا الموعد الدولي للمرة العاشرة على التوالي، أنه كان من الضروري القيام بعدة تجارب علمية ودراسة السوق، لتحقيق نجاح في تنوع عرض شركتها التي تديرها رفقة زوجها الحسين كنان، مشيرة إلى أن المنتوج لقي ترحيبا لدى المستهلكين في فرنسا وبلجيكا واسبانيا وهولندا التي تقدمت بطلبيات مهمة جدا هذه السنة.
وأبرزت أن المنتوج لقي أيضا ترحيبا من قبل العديد من الدول العربية كدولة الإمارات والسعودية ولبنان ومصر إذ عقدت عدة لقاءات في هذا الصدد مع الموردين من هذه الدول وتم الاتفاق على إبرام شراكات مشجعة.
وذكرت أن مؤسستها تنتج ما بين 300 و500 طن في السنة من الفواكه والخضر الاستوائية موجهة للتصدير وأيضا للسوق الداخلية، خاصة منها الفلفل الحار، الأصفر والأخضر، والبندنجان الاستوائي المختلف في الشكل واللون عن العادي، وفواكه البابايا والمانغا، والكاكي وغيرها.
وتميزت المشاركة المغربية في معرض برلين هذه السنة التي شهدت إقامة جناح على مساحة 1200 متر مربع ومشاركة أكثر من أربعين منتجا ومصدرا إضافة إلى جمعيات مهنية، بتنظيم حملة تواصلية مكثفة عبر وضع ملصقات إعلانية لمختلف المشاركين وأيضا كتيبات تقدم معلومات كثيرة للزوار المهنيين للمعرض، عن كل منتوج على حدة.
ونظمت المشاركة المغربية في هذه النسخة، تحت إشراف المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات التابعة لوزارة الفلاحة والصيد البحري.