وأوضح محمد الجبلي، رئيس الجمعية الجهوية لمنتجي اللحوم الحمراء بالدار البيضاء في تصريح ليومية "المساء"، التي نقلت الخبر في عددها ليومه الثلاثاء، أن هذا التراجع لم ينعكس على أثمنة بيع اللحوم الحمراء للمواطنين بسبب عدم تخفيض التجار لاثمنة البيع، رغم انخفاض ثمن اقتنائهم اللحوم الحمراء بالجملة.
واعتبر الجبلي أن الانخفاض، الذي تعرفه أسعار اللحوم الحمراء داخل مختلف أسواق الجملة بالمملكة بسبب الجفاف ووفرة العرض وقلة الطلب، يجب أن ينعكس على المستهلك المغربي بصفة أوتوماتيكية، موضحا أن هذا الوضع يستفيد منه تجار اللحوم بالتقسيط، الذين لم يعمدوا إلى تخفيض أثمنة تسويق اللحوم لينعكس انخفاض الأسعار على المستهلك.
وذكر المصدر ذاته أن أسعار اللحوم الحمراء بالجملة وصلت الأسبوع الماضي إلى 50 درهما للكيلوغرام بالنسبة للجودة العالية التي لا تصل في الغالب إلى المستهلك العادي.
أما اثمنة اللحوم ذات الجودة المتوسطة فقد وصلت إلى 45 درهما فقط، وهو ما يعني، حسب الجبلي، أن التجار يستفيدون من الفارق بين ثمن الجملة المذكور والثمن الذي يباع به اللحم الأحمر.
وعزا المصدر ذاته انخفاض أسعار اللحوم الحمراء داخل أسواق البيع بالجملة إلى الصعوبة التي يواجهها الفلاحون ومهنيو تربية المواشي بسبب الجفاف الذي ضرب البلاد، والارتفاع الصاروخي في أثمنة الأعلاف، التي دفعت الفلاحين إلى التخلص من مواشيهم من خلال بيعها لتجار اللحوم الحمراء نتيجة عجزهم عن توفير الأعلاف بالكميات المطلوبة.
وطالب المصدر ذاته وزارة الفلاحة بالإسراع إلى إخراج مخطط الدعم الذي تم تسطيره من طرف الحكومة من أجل محاربة الجفاف الذي تعرفه البلاد للتخفيف عن الفلاحين ومهنيي تربية المواشي، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، عبر التخفيف أو حذف الضريبة من القيمة المضافة عن الواردات من الأعلاف لتمكين الفلاحين من مواجهة آثار الجفاف.
وتأتي هذه الدعوات بعد أيام قليلة على حث الملك محمد السادس لرئيس الحكومة ووزير الفلاحة على اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة تداعيات التأخر في سقوط الأمطار، والحد من تأثير ذلك على النشاط الفلاحي. وشمل المحور الأول من هذه التدابير المعلنة لمكافحة آثار الجفاف حماية الثورة الحيوانية من خلال توفير الكلا والمياه للمواشي، وكذا المتابعة الدقيقة للحالة الصحية لقطعان الماشية.