الأخبار، أكدت في بداية المقال، على تشابه ملامح مولاي حفيظ العلمي مع "جيم هوكينز" بطل رواية "جزيرة الكنز"، التي كتبها ستيفنسون، معتبرة أن الخلاف بينهما كبير، لكون الوزير لم يعش فقيرا مثل"جيم هوكينز"، ومع ذلك فهو يملك بعض جينات جيم التواقة إلى لمغامرة، ويحمل في جيبه هو الآخر "خارطة طريق" لتنمية مشاريعه التي تتوسع على الدوام، تضيف الأخبار.
ثم يشير البورتري إلى علاقات العلمي مع مجموعة من رجال الأعمال والسياسة المغاربة، ومغامراته في ولوج مجموعة من الأسواق، في 21 بلدا تنتمي إلى ثلاث قارات، وصولا إلى موقعه الحالي كوزير في حكومة بنكيران في نسختها الثانية، الشيء الذي جعل وضعه حسب الجريدة، مختلفا عن السابق، معتبرة أن تعيينه في هذا المنصب، يعبر عن رسالة تطمين للباطرونا، إضافة إلى كونه أفضل مفاوض مع المستثمرين الأجانب.
البورتريه، ركز أيضا على الوضع الذي يوجد بإزاءه حفيظ العلمي في هذه الفترة من حياته، والمتعلق بجمعه بين السلطة والمال، وعلى خلفيه ذلك سيتم النبش في سيرة الرجل المهنية قبل انتخابه على رأس نقابة الباطرونا وأثناءها وبعدها، وما عاشه قطاع التأمينات من إعادة ترتيب الأوراق، بعد إفلاس خمس شركات كبرى، الشيء الذي هيأ الظروف للمؤسسات التابعة آنذاك لمجموعة أونا لتحتكر السوق، وهي المجموعة التي سيشغل فيها العلمي منصبا مهما سيجعله يدخل في معارك وصراع شبه صامت مع فؤاد الفيلالي صهر الملك.
وتختم الأخبار، بالتحول الذي سيعرفه المسار المهني للرجل، بتقديم استقالته من أونا وتأسيسه لشركة تأمينات خاصة به، انتهت إلى اكتساح السوق المحلي والدولي، وابتلاع مجموعة من الشركات وشراء حصص في مجموعات أخرى، وليلمع العلمي صورته ويمنحها صفة المشارك في الحياة العامة والمنتج للأفكار، أسس جريدة "ليزيكو" ومجلة "زمان"، تقول الجريدة.
"تيل كيل"، اتخذت نقطة ارتكاز في تسليطها الضوء على ملامح شخصية العلمي، شكل تعاطيه مع خبر كان نشر في يومية ليكونوميست، أشارت فيه هذه الأخيرة إلى أن العلمي استقال من رئاسة الهوليدينغ سهام، بعد تعيينه في الحكومة الجديدة لابنكيران، وهو الخبر الذي نفاه هذا الأخير، معلنا بقاءه في منصبه، لتعرض المجلة هي الأخرى، وانطلاقا من علاقة المال بالسلطة، لمسار الرجل، وكيف أصبح رجل التأمينات الصغير كبيرا في عالم المال والأعمال، وهو الذي دخل المجال مسلحا بتجربة صلبة، عاشها بكندا.
شخصية تحت الأضواء
قصة مولاي حفيظ العلمي تستحق فعلا الإنتباه إليها جيدا، فمسار حياته المهنية متشع، لكنه كما قال مرة إنه "يفضل الأفعال على الأقوال" ، فبعد حصوله على الباكلوريا انتقل إلى كندا للدراسة في مجال المعلوميات، وفي سن 22 سنة ، انضم إلى وزارة المالية الكيبيكية، ليغير بسرعة وجهته إلى قطاع التأمينات، و يصبح بعد مدة صاحب مجموعة ساهم إحدى اكبر المجموعات الاقتصادية تشتغل في قطاعات مختلفة، وكان أيضا على رأس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، حتى عام 2009 ليأتي بعده محمد حوراني.
وخلف هذا المسار بدأ مهامه في الوزارة بتروي، قبل أن يكشف عن براعته في مقاله على صفحات مجلة فوربس لأمريكية، إذ تحدث للأمريكيين عن الوجه المشرق للمملكة الشريفة، وأهمية الرباط بالنسبة لأمريكا... ليثبت أنه رجل المرحلة المقبلة بامتياز.