خصصت جريدة بيان اليوم، الناطقة باسم حزب التقدم والاشتراكية، في عدد يوم غد (الجمعة)، حيزا للمنافسة العالمية القوية حول "اتصالات المغرب"، إذ كشفت أن "الجمع الاستثنائي للشركة الإماراتية "اتصالات" خرج بقرار الموافقة على أخذ قرض للاستحواذ على حصة المجموعة الفرنسية "فيفاندي" في اتصالات المغرب والبالغة53 في المائة"، مشيرة إلى "أن المساهمين في الشركة الإماراتية وافقوا على التوصية التي أصدرها مجلس الإدارة بالاستعانة بقرض يفوق رأسمال الشركة، بالمقابل رفع القطريون من حجم المنافسة، فمجموعة "أوريدو" القطرية استطاعت جمع حوالي 12 مليار دولار من أجل تمويل صفقة اتصالات المغرب في حال كسبتها... فلماذا هذه المنافسة الشرسة؟
أوضحت الجريدة ذاتها "أن الشركتان الخليجيتان دخلتا في منافسة شركات أخرى، قبل أن تنسحب شركة اتصالات كورية، وأخرى جنوب إفريقية، وفرنسية"، مشيرة إلى أن اتصالات المغرب تأتي في الترتيب الخامس من حيث حجم رقم المعملات، بعد كل من SFR و"كنال بلوس"، و"يونفرسال"، وBLIZZARD ACTIVISION، في حين تأتي GVT البرازيلية في المؤخرة، علما أن بنوكا فرنسية اقترحت على مجموعة "فيفاندي" التخلص من بعض شركاتها، وعلى رأسها تصالات المغرب، وتركيز أنشطتها في مجال الإعلام.
من جهته قال مدير نشر ورئيس تحرير أسبوعية الآن، في عدد هذا الأسبوع، إن "هناك تحولات كبرى في الاتصالات"، فقطاع الاتصالات بالمغرب يعرف اليوم توتر كبيرا، وذلك بعد أن سجل هذه السنة، ولأول مرة منذ تحرير القطاع، والعهدة على رئيس التحرير، تراجعا نسبته 4 في المائة، إضافة إلى أن الدخول القوي لشركة "وانا" أو بالأحرى إعادة تموقعها التجاري تحت اسم "إنوي" كان له الأثر الكبير في قلب موازين هذا القطاع إيجابا، لتشتعل بذلك نيران المنافسة، دون رحمة بين الفاعلين الثلاثة.
وخلصت الأسبوعية إلى أن نتيجة كل هذه التطورات إحداث تغييرات عميقة في السوق وتوازناتها، ليكون المستفيد الأول والأخير من هذه المنافسة الشرسة هو الزبون الذي أصبح يختار بين العروض الثلاثة: وهو الذي قضى سنوات يُفرض عليه منتوج واحد، في حين رأت جريدة العلم، الناطقة باسم حزب الاستقلال، أن العلاقة بين الاستثمار والمناخ السياسي وطيدة، فمئات المستثمرين رأوا في المغرب بلدا آمنا، ذلك أن الوضعية الاقتصادية الصعبة لم تمنع من إقبال فئة من المستثمرين الأجانب عليه.
زواج السياسة والاقتصاد
قبل 12 عاما بدأت الدولة في خوصصة مجموعة من الشركات التابعة لها، وكانت من بينها "اتصالات المغرب" التي تعد الفاعل الأول في مجال الاتصالات بالمغرب، ثم نمت المجموعة بشكل بارز خلال السنوات الماضية، وأصبحت تتوفر على فروع في كل من بوركينا فاسو،و الغابون، ومالي وموريتانيا، وهي أيضا أكبر شركة من حيث رأس المال في بورصة الدار البيضاء، وصنفتها مجلة "إفريقيا .الجديدة" خامس أفضل شركة اتصالات بإفريقيا.. لكن كل هذه المعطيات لا تفسر وحدها التنافس حولها.
إن الاقبال على الاستثمار في المغرب دليل على الثقة في مناخ السياسي للمغرب، لكنه أكيد يطرح تحديات على الحكومة بتحسين مناخ الأعمال والاستثمار بالمغرب قصد الرفع من وتيرة التنمية، وتوفير كل الظروف الكفيلة بتحسين المنافسة والحكامة الجيدة والدفع قدما بالإصلاحات القانونية والتنظيمية الكفيلة بدعم المقاولات عبر تذليل الصعوبات المسطرية التي تواجه سير عملها ومواكبة مساهمتها في خلق الثروة الوطنية وتطوير الاقتصاد الوطني.
إن "اتصالات المغرب" مجرد صورة فقط لإمكانيات المغرب الاقتصادية، خصوصا أن المغرب كان سباقا إلى إرساء تجربة متميزة لتحسين وتطوير مناخ الأعمال منذ نهاية 2009 عندما أحدث "اللجنة الوطنية المكلفة بمناخ الأعمال"التي تهدف إلى مأسسة الحوار والتشاور بين القطاعين العام والخاص، سيما أن نزار البركة، وزير الاقتصاد والمالية صرح، قبل أيام، أن ثقة المؤسسات المالية في المغرب وراء منحه قروضا مالية، دون أن ننسى أن المغرب أصبحت ملتقى لعدد من المستثمرين المشاركين في الجلسة السنوية للبنك الإفريقي للتنمية.