بصفته رجل أعمال، ورئيس سابق للباطرونا، يعي مولاي حفيظ العلمي تماما الوضعية الحرجة للصناعة المغربية، ولهذا ينتظر منه الفاعلون الاقتصاديون أن يجد الخلطة السحرية للدفع بالصناعة المغربية، تماشيا مع المخطط الاستعجالي الذي دعت إليه مريم بنصالح، الآخيرة تبدو واثقة من أن تجد الأذن الصاغية في العلمي، على عكس سلفه عبد القادر اعمارة، وزير الطاقة الحالي.
لا يخفى على أحد العلاقة الإنسانية المتينة التي تجمع بنصالح بالعلمي، هذا دون الحديث على التناغم المهني، وهو ما يؤكده الكلام الذي يتداول في صالونات الاقتصاد، على أنه إذا كانت بنصالح رئيسة للباطرونا، فذلك بفضل الدور الفعال الذي لعبه العلمي في انتخابها.
وتلخص الصورة التي أخذت للعلمي وبنصالح في مقر الاتحاد العام لمقاولات المغرب يوم أول أمس الأربعاء، أن الطرفان يعزفان على النغمة نفسها، لكن هذا لم يمنع بنصالح من أن تعبر عن قلقها إزاء تراجع قطاع الصناعة، الذي يشغل 2.2 مليون شخص، أي 21 في المائة من مناصب الشغل في المغرب.
قلق الباطرونا مبني على معطيات، حيث" تفقد الصناعة المغربية ما يقرب من 25 ألف منصب شغل سنويا، ولم تعد تساهم سوى بـ15 في المائة من الناتج الداخلي الخام، بعدما كانت النسبة في حدود 17 في المائة سنة 2005”، حسب ما كشفت عنه مريم بنصالح، ما جعلها تعلن استراتيجية صناعية، لمواجهة المنافسة غير الشرعية، بسبب القطاع غير المهيكل، وهو ما زكاه العلمي الذي أعلن عزمه على جعل الصناعة واجهة للنمو للاقتصاد المغربي.