وفي هذا الصدد، قال مبارك فنشا، المدير المركزي للطريق السريع تيزنيت-الداخلة، في تصريح لـ360، إن هذا المشروع الملكي الهائل يعرف ثلاثة مكونات كبرى، من ضمنها محور العيون-الداخلة بطول 500 كلم، بتكلفة قاربت 1 مليار درهم، انتهت بها الأشغال منذ سنوات، والتي شملتها التوسعة والتقوية وفقا للمعايير الدولية للسلامة الطرقية.
وتحدث فنشا عن محور العيون-كلميم، كمحور ثانٍ بطول 436 كلم، بتكلفة ناهزت 5 ملايير درهم، والذي عرف إنشاء أكبر عدد من القناطر على وديان كبرى، أمام صعوبات جمّة، لم تحل دون انتهاء الأشغال بها.
أشغال الطريق السريع تيزنيت-الداخلة بالصحراء المغربية
ومرّ المسؤول ذاته إلى الحديث عن المحور الـ3، الذي يربط تيزنيت بكلميم على طول 114 كيلومترا، بتكلفة قاربت ملياريْ درهم، حيث يمر من الأطلس الصغير.
وخلال حديثه عن ميلاد هذا المشروع الملكي، لفت مبارك فنشا إلى العدد الهائل للقناطر، الذي يصل إلى 15 قنطرة، بالإضافة إلى جسر ومدارات شملت كل المدن، تنفيذا للتعليمات الملكية التي حرصت على أن تكون كلها ومكوناتها بمواصفات دولية تفرض وجود باحات لتفريغ مياه الأسماك بالنظر إلى طبيعة المنطقة الساحلية وواجهاتها البحرية، مذكرا بوجود باحات وأماكن مخصصة للاستراحة، مما يجعل منه مشروعا متكاملا نجح في تقريب المسافات واختزال المدة الزمنية التي كانت طويلة للغاية قبل أن يرى المشروع النور.
وأشار المدير المركزي إلى الخلفية الاستراتيجية للمشروع، حيث سيكون له وقع اقتصادي وتنموي بدأت ثماره تتجلى وتنعكس على المناطق الجنوبية وسكانها، منوها بالاستثمارات الأجنبية واليد العاملة المغربية ومكاتب الدراسات وكل المساهمين في ميلاد هذا المشروع الضخم، الذي يعتبر مغربيا خالصا في كل مكوناته ومراحله بصفته مشروعا استراتيجيا محضا وحلما قد تحقق بالكامل في انتظار الانتهاء من بعض الأشغال المحدودة، والتي تتعلق بأشغال التشوير في محور كلميم-تيزنيت، سيتم تجاوزها في الأيام القليلة القادمة.
وتجدر الإشارة إلى أن الطريق السريع تيزنيت قد عرف عدة إضافات، تصب بالأساس في ضرورة تحسين السلامة الطرقية وسلاسة الحركة بهذه المحاور الطرقية الضخمة، كان أهمها الجسر على وادي الساقية الحمراء، الذي سيرى النور بالطريق المداري بطول 1648 متر، بتكلفة تتجاوز 1,3 مليار درهم، حسب ما أكده خليل رمضان، في تصريح مماثل من عين المكان، والذي يشغل منصب رئيس إعداد أشغال الجسر على وادي الساقية الحمراء بعلو يصل إلى 46 مترا، بأعمدة ستبنى على أساسات عميقة، ليساهم بذلك في التخفيف من الضغط وحركة السير بشوارع وأزقة المدينة الصحراوية الواقعة بجنوب المملكة المغربية.
إطلاق الأشغال رسميا لإنجاز أطول جسر بالمغرب