وفي تدخلها خلال الجلسة الثانية من الدورة الثامنة لـ«منتدى المغرب اليوم»، المنعقد الجمعة بالرباط، أوضحت الوزيرة أن النمذجة الاقتصادية الدقيقة التي أُنجزت بخصوص هذا الحدث الكروي العالمي، تتوقع تحقيق نسبة نمو إضافية تُقدّر بـ1,7% سنويًا، إضافة إلى خلق أكثر من 100 ألف فرصة شغل كل سنة.
وشددت فتاح على أن «الرهان الأكبر لا يكمن فقط في تنظيم الحدث، بل في ترجمة هذه الدينامية إلى نتائج ملموسة تعود بالنفع على كل الفاعلين»، مضيفة أن المقاولات المغربية، سواء الكبرى أو الصغيرة والمتوسطة، مدعوة إلى الانخراط الكامل في هذا التحول لاستثمار الفرص وتحقيق الإقلاع الاقتصادي.
وأبرزت الوزيرة أن مونديال 2030 يفتح آفاقًا واسعة أمام تسريع الإدماج المالي، لاسيما لفائدة الحرفيين، من خلال تعميم الخدمات البنكية عبر الهاتف المحمول، ودعم البنية التحتية للنقل والتواصل، باعتبارها ركائز ضرورية لتحقيق تحول مستدام وعادل في مختلف المجالات الترابية.
وفي السياق ذاته، سلطت أمل الفلاح السغروشني، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، الضوء على البعد الرقمي لهذا التحول، معتبرة أن نجاح ورش المونديال يستدعي تعزيز الثقة في الرقمنة وتحسين تفاعل المواطنين مع الأدوات التكنولوجية.
وأعلنت الوزيرة أن الوزارة بصدد إعداد قانون شامل في المجال الرقمي سيتم تقديمه خلال الدخول السياسي المقبل، بعد المصادقة عليه من طرف الهيئات المختصة. ويهدف هذا القانون، الذي تم تطويره بشراكة مع مؤسسات وطنية مختصة، إلى إرساء مناخ دائم من الثقة بين المواطن والخدمة الرقمية، من خلال تعزيز حماية المعطيات الشخصية وضمان الأمن السيبراني.
كما شددت السغروشني على أهمية الاستثمار في الذكاء الاصطناعي التوليدي، باعتباره أداة استراتيجية لتوسيع الولوج إلى الرقمنة وتجويد أداء الإدارة العمومية، ضمن رؤية جديدة للخدمات تعتمد مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.
وشارك في هذا المنتدى، المنظم من طرف مجموعة « لوماتان » تحت شعار « رؤية ملك - المغرب 2030: ترسيخ أسس أمة عظيمة »، كل من وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، ورئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، شكيب العلج، والرئيس المدير العام لمجموعة التجاري وفا بنك، محمد الكتاني، إلى جانب عدد من الشخصيات الوطنية والدولية، وصناع القرار والفاعلين في مجالات الاقتصاد والرقمنة والرياضة.
وافتُتحت فعاليات المنتدى بكلمة لرئيس الحكومة، عزيز أخنوش، عبر تقنية الفيديو، أكد فيها أن تنظيم كأس العالم 2030 يجب أن يكون مناسبة لبناء مغرب المستقبل، وتعزيز ريادته في محيطه الإقليمي والدولي، في إطار رؤية ملكية طموحة لبناء أمة قوية وشاملة.




