وتأكد تعافي قطاع السياحة في سنة 2023. فإذا استقبلت دول شمال إفريقيا -مصر والمغرب وتونس- العدد الأكبر من السياح في القارة، فقد استقبلت ثلاث دول أخرى أكثر من عدد سكانها في هذه السنة.
ومع ذلك، بالنسبة لهذا النوع من التصنيف، يتم تصنيف الدول الأصغر بانتظام في مرتبة أقل مقارنة بالعدد المطلق للزوار، وإذا ما قارنا عدد السياح بعدد سكان البلدان المستقبلة نحصل على صور مختلفة.
Port-Louis, la capitale de Maurice.. DR
وهكذا، إذا كانت مصر، الوجهة الإفريقية الأولى، لديها نسبة 0.127 (0.127 سائح لكل مصري واحد)، فإن سيشيل لديها نسبة 3.27 (أي 3.27 سائح لكل مواطن واحد).
وعلى المستوى القاري، هناك ثلاث دول إفريقية استقبلت عددا من السياح أكبر من عدد سكانها. ويتعلق الأمر بسيشيل وموريشيوس والرأس الأخضر، وهي دول جزرية صغيرة تعد السياحة فيها أحد الأنشطة الرئيسية.
واستقبلت هذه البلدان الثلاثة، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 2 مليون نسمة، 2.60 مليون زائر في سنة 2023، أي بمعدل 1.31 سائح لكل ساكن.
سيشل، الجنة التي استقبلت أكثر من 3 أضعاف سكانها
في نهاية عام 2023، استقبلت سيشيل 350.879 سائحا، بزيادة قدرها 6% مقارنة بالعام السابق، منهم حوالي 55.000 ألماني، و42.410 فرنسي، و38.172 روسي. ويمثل هذا العدد أكثر من ثلاثة أضعاف سكان سيشل المقدر بـ107.000 نسمة، أي بنسبة 3.27 زائر لكل مواطن في هذا البلد.
وتجدر الإشارة إلى أن اقتصاد سيشل يعتمد بشكل أساسي على السياحة التي تمثل أكثر من 30% من الناتج الداخلي الخام للبلاد، بفارق كبير على قطاع صيد الأسماك (8%). ويعمل أكثر من 15% من اليد العاملة في البلاد بشكل مباشر في قطاع السياحة.
ويعد تأثير السياحة على الأرخبيل كبيرا نظرا لأن البلاد لديها أعلى ناتج داخلي خام لكل مواطن في القارة بقيمة 19.470 دولارا في عام 2022.
وللتذكير، فإن جزر سيشل هي أرخبيل يقع في غرب المحيط الهندي يتكون من 116 جزيرة تقع قبالة سواحل شرق إفريقيا وعلى بعد حوالي 1000 كيلومتر شمال شرق ساحل مدغشقر.
لقد وهبت الطبيعة هذا البلد شواطئ عذراء وجزر جميلة حيث تعيش الحيوانات والنباتات الفريدة في العالم، والتي تجعل غروب الشمس أكثر غرابة وجمالا.
إنها وجهة فريدة من نوعها ذات جمال طبيعي يروق للمتنزهين ومحبي الحيوانات والنباتات. ويشتهر الأرخبيل أيضا بشواطئه الرملية البيضاء الاستثنائية التي تصطف على جانبيها أشجار النخيل، والتي تقف على طولها صخور الجرانيت الكبيرة.
تعد سيشيل وجهة مفتوحة لجميع المسافرين بدون تأشيرة، تقدم في عين المكان. بالنسبة لتوقعات عام 2024، تعتمد السلطات على زيادة كبيرة في عدد السياح الوافدين.
موريشيوس: لؤلؤة المحيط الهندي
سجلت موريشيوس في عام 2023 ارتفاعا في عدد السياح بنسبة 29.9 % مقارنة بعام 2022، وفقا لإحصائيات رسمية.
استقبلت لؤلؤة المحيط الهندي 1.295 مليون سائح في عام 2023. وعلى الرغم من أن هذا التدفق يتزايد بشكل كبير، إلا أن موريشيوس لم تتمكن من تجاوز رقمها القياسي البالغ 1.43 مليون سائح المسجل في عام 2018. ومع ذلك، لا يزال عدد الزوار أعلى قليلا من عدد سكان البلاد البالغ 1.28 مليون نسمة.
و بحسب جنسية الزوار، يهيمن الأوروبيون على الوافدين حيث بلغ عددهم 834.825 وافدا، بما في ذلك 319.522 فرنسيا، و145.873 بريطانيا، و118.546 ألمانيا. وبلغ عدد السياح من القارة الإفريقية 292.503 زائرا.
أما متوسط مدة إقامة الزوار فقد بلغ 11.3 يوما. وهو ما يعني تفضيل السياح للإقامة الطويلة، مع ما يعني ذلك من تأثير اقتصادي أكبر على البلاد.
وهكذا، بلغت مداخيل السياحة 85.9 مليار روبية موريشيوسية، أي 1.90 مليار دولار في عام 2023، بزيادة قدرها 33% مقارنة بعام 2022.
أما بالنسبة للتوقعات، فإن الهدف للعام 2004 هو الآن 1.4 مليون وافد. فبالإضافة إلى التطور في الأسواق التقليدية، من المتوقع أن يدعم السوق الصيني تعافي القطاع في عام 2024، وذلك بفضل إطلاق خط مباشر بين البلدين على وجه الخصوص.
الرأس الأخضر: تزايد عدد الزوار
سجل أرخبيل الرأس الأخضر ما يزيد عن 900 ألف سائح في عام 2023، مقارنة بـ760 ألفا في عام 2022، وفقا لسلطات الرأس الأخضر. وهو ما يشكل مستوى قياسيا للبلاد. واستقبلت الرأس الأخضر، التي يبلغ عدد سكانها 574.200 نسمة، عددا من السياح يفوق بكثير عدد سكانها بمعدل 1.6 زائر لكل مواطن.
يقع هذا الأرخبيل قبالة سواحل السنغال، في المحيط الأطلسي، ويستفيد من درجات حرارة معتدلة وله شواطئ رملية بيضاء رائعة. يمارس الزوار في هذا البلد رياضة المشي لمسافات طويلة وركوب الأمواج والزوارق الشراعية وصيد الأسماك واكتشاف الحيوانات البحرية...
وتعتزم الحكومة استقبال مليون زائر بحلول نهاية هذا العام. ومن أجل تحقيق ذلك، تعتمد السلطات على التنويع الجغرافي للبلدان المنتجة للسياح.