ياسمين الحمدواي، فتاة عصامية تتحدر من أكادير، اختارت اقتحام هذا المجال وصنع عربة متنقلة لبيع المملحات بحي ليراك-بوركان-الوفاء، معززة إياها بدراجة هوائية ترسل من خلالها رسائل بيئية إلى المجتمع الأكاديري بضرورة استعمال وسائل نقل نظيفة.
ياسمين من الفكرة إلى البلورة
بعد تفكير عميق واستشارة مع والدتها، قررت ياسمين، التي لا يتجاوز عمرها 18 سنة، بلورة فكرة إنشاء عربة تجوب بها شوارع وأزقة مدينة أكادير لبيع المملحات من قبيل «بريوات الحوت» و«بريوات الشعيرية الصينية» « وبريوات الدجاج والخضر» و«المسمن» و«البطبوط» و«الحرشة» و«خبيزات القمح والزيتون» وأنواع أخرى ترضي كل الأذواق.
وتطلب إعداد العربة نحو شهرين تقريبا نظرا للإمكانيات المحدودة، تقول ياسمين، حتى تصبح جاهزة مع دخول شهر رمضان الفضيل، لتباشر عملها بعرض سلعتها أمام العموم بشارع الحمراء بأكادير، حيث يتقاطر عليها المواطنون من كل حدب وصوب لاقتناء ما لذ وطاب من المملحات وسط استحسان كبير منهم.
مشروع بسيط لمواجهة البطالة
وقالت الحمداوي، في تصريح لـLe360، إنها اختارت إخراج هذا المشروع البسيط لحيز الوجود لمحاربة البطالة التي كانت تعاني منها ولمساعدة وإعالة والدتها وإخواتها على الحاجيات اليومية، مشيرة إلى أنها كانت متخوفة ومترددة من نجاح الفكرة لكن بتشجيع مباشر من والدتها وأصدقائها ومعارفها في الواقع وفي العالم الافتراضي استطاعت مواجهة هذا الهاجس.
وأضافت المتحدثة أنها أطلقت على المشروع اسم «تيسنت» باللغة الأمازيغية أي الملح، وذلك لما يمثله من رمزية لدى المغاربة ولدوره في لم شمل الأسر والأصدقاء، مستدلة بالمثل الشعبي الشائع «نتشاركو الملح نتشاركو الطعام» (بالأمازيغية: أنمضي تيسنت، أنشرك تيسنت»، الأمر الذي استحسنه عدد من زبائنها ومتتبعيها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وأشارت الحمدواي إلى أن مشروعها لقي ترحيبا كبيرا من لدن المواطنين، مسجلة إقبالا ملحوظا على منتجاتها المنزلية التقليدية، معربة عن تفاؤلها الكبير بنجاحه أكثر مستقبلا، داعية الشابات والشباب الذين يواجهون البطالة بالتفكير في مشاريع خاصة ذاتية لتحقيق استقلالية مالية عن أسرهم وعائلاتهم.
مواطنون يثنون على الفكرة
أثنى مواطنون كثر، في تصريحات متفرقة لـle360، على فكرة إنشاء مشاريع مماثلة من طرف الشباب العاطل لضمان مدخول، حتى ولو كان بسيطا للاعتماد على النفس والبحث عن أفق أفضل من خلال الاحتكاك بمختلف فئات المجتمع، مؤكدين أن الشباب المغربي له من الأفكار ما يشفع له لأن ينجح في الحياة، لكن الإصرار والإرادة والعزيمة تبقى أسسا مطلوبة لتحقيق ذلك.