لهيب أسعار الأعلاف ينذر بارتفاع أسعار أضاحي العيد

أسعار الأعلاف

أسعار الأعلاف

في 10/04/2023 على الساعة 10:00, تحديث بتاريخ 10/04/2023 على الساعة 10:00

في ظل الوضعية الراهنة التي تتسم بغلاء الأسعار وارتفاع معدلات التضخم، وعلى بعد 3 أشهر تقريبا من عيد الأضحى، طُرحت عدة تساؤلات حول أسعار الأضاحي، خصوصا وأنه خلال الموسم الحالي وعلى غرار الذي سبقه، عرفت المملكة قلةً في السقاطات المطرية، والتي انعكست بدورها على القطاع الفلاحي وتسببت في ارتفاع أسعار الأعلاف وغلاء اللحوم.


عوامل كثيرة تحدد أسعار المواشي، بداية بوضعية القطاع الفلاحي، وفرة الأعلاف وأسعارها، ثم وضعية القطيع وعدد المواشي الموجهة للعيد، فما هي توقعات مهنيي القطاع بخصوص وضعية سوق المواشي هذه السنة؟

فترة حاسمة

تعتبر الأشهر الثلاثة التي تسبق عيد الأضحى بمثابة فترة «حاسمة» في تحديد وضعية السوق وأسعار الأضاحي، بحيث تنطلق خلال هذه الفترة عملية تسمين الأضاحي أو «الربط» كما يسميها الكسابة، وهي الفترة التي يحرص فيها مربو المواشي على راحة قطيعهم وذلك بمنعهم من الخروج للرعي، واعتماد أعلاف متنوعة لتغذيتهم وزيادة وزنهم.

يقول محمد، وهو كساب بضواحي مدينة سطات، إنه «خلال هذه الفترة، أي 3 أو 4 أشهر قبل عيد الأضحي، يقوم الكسابة بعملية الربط، وتعني منع الأغنام من الخروج للرعي كي لا تكون كثيرة الحركة بالتالي يزيد وزنها بسرعة، فهي تأكل داخل «الكوري» فقط، ثم وتنام. يمكنها أن تتحرك داخل مساحة محدودة.

وأوضح المتحدث، في تصريح لـLe360، أن تكلفة الأعلاف والأدوية ومصاريف التسمين ووضعية السوق هل هناك وفرة في الأغنام أم لا، هي التي تحدد الأسعار.

وتابع: «خلال هذه الفترة، نعتمد نظاما خاصا للتسمين باعتماد أعلاف طبيعية كالذرة، الشعير، النخالة، الفصة، الخرطال، الفول وغيرها من الأعلاف، ونحرص على إعطائها 3 وجبات في اليوم».

تقلب سوق الأعلاف

وفق ما استقيناه من عدد من مهنيي الأعلاف في مناطق مختلفة من المملكة، تعرف سوق الأعلاف خلال هذه الفترة تقلبات متتالية، فتارة تشتعل الأسعار، وتارة تستقر، وتارة أخرى تنخفض إلى مستوياتها المعتادة أي ما قبل كورونا.

وبهذا الخصوص، قال مراد، وهو بائع للأعلاف بالجملة بضواحي مدينة سطات، إن السوق خلال هذه الفترة مستقرة، لكن يرتقب أن تشتعل خلال الأسابيع المقبلة لاقتراب عيد الأضحى.

وأوضح المتحدث، في تصريح لـLe360، خلال السنة الماضية التي كانت سنة جافة بكل المقاييس، وصل سعر التبن في الأيام العادية إلى 75 درهما، ومع اقتراب عيد الأضحى قفز إلى 90 درهما أو 100 درهم أحيانا، واليوم لا يتجاوز سعره في الأسواق الأسبوعية لجهة الدار البيضاء سطات 25 درهما.

ومن جانبه، قال الجيلالي، وهو فلاح وبائع أعلاف بضواحي مدينة الجديدة: «يختلف ثمن بيع الأعلاف بين المنتج والتاجر، فمثلا نحن ننتج هذه الأعلاف في أراضينا ونبيع التبن بـ20 درهما «للبالة»، يأتي التاجر يقوم بشرائها بهذا الثمن ويضيف ثمن تكاليف النقل حسب المدينة التي سينتقل إليها، زائد هامش ربحه، ثم يحدد ثمن البيع الذي قد يتضاعف مرتين أو أكثر مقارنة بالسعر الأولي.

وأوضح المتحدث أن «الأسعار خلال هذه الفترة عادة ما تكون منخفضة، شهر مارس وبداية شهر أبريل، لكنها مرشحة للارتفاع خلال الأسابيع المقبلة، لأن الطلب هومن يحدد الثمن، وفي الأيام المقبلة، خصوصا بعد عيد الفط،ر سيزداد الطلب لأن عيد الأضحى سيقترب».

عين على الأسعار

ووفق ما استقيناه من بعض تجار الأعلاف، استقر سعر العلف «المخلط»، هذا الأسبوع، في 3 دراهم و50 سنتيما للكيلوغرام، الشمندر 4 دراهم للكيروغرام و450 درهما للقنطار، النخالة 3 دراهم، الذرة 4 دراهم و50 سنتيما، الشعير 4 دراهم، الفارينة 3 دراهم و50 سنتيما، الخرطال 4 دراهم، الحمص 8 درهم، والفول 6 دراهم.

وتراوح سعر تبن القمح والشعير والفارينة، بين 15 و20 درهما بالجملة، وبين 35 و50 درهما بالتقسيط، أما الفصة فوصل سعرها هذا الأسبوع إلى 75 أو 80 درهما، والفوراج 70 درهما.

هذه الأسعار، وفق مهنيي القطاع، تختلف بين كل منطقة وأخرى، ويرتقب أن تعرف زيادات خلال الأسابيع المقبلة.

توقعات بارتفاع أسعار الأضاحي

وفق توقعات عدد من مربيي المواشي، الذين استقى Le360 آرائهم، يرتقب أن تكون أسواق الأغنام هذه السنة «مشتعلة» أكثر من التي سبقتها.

وحسب رضوان، وهو كساب بمنطقة مديونة، فهذه السنة تعرف نقصا في عدد الأغنام وهو ما دفع وزارة الفلاحة إلى استيرادها من إسبانيا لخفض أسعار اللحوم و ضمان عرض وفير خلال عيد الأضحى.

وقال المتحدث، في تصريح لـLe360، «حسب ما عاينته بعدد من الأسواق بمختلف ربوع المملكة، تتراوح الأسعار بين 2200 و2400 درهم للخرفان الصغار، وبين 2700 و3000 درهم للمتوسطة، فيما يقدر سعر الأضحية الجيدة بحوالي 4000 درهم تقريبا.

وتابع المتحدث «الحمد لله المغرب بلد الخير، حتى ومع ارتفاع الأسعار كل المواطنين سيجدون أضحية تراعي قدراتهم الشرائية».

من جانبه، قال الحاج بوشعيب، وهو كساب من جهة بني ملال، إن «هذه السنة كانت أفضل من التي سبقتها من ناحية الأمطار، لكن ثمن الأعلاف كان مرتفعا جدا»، متوقعا بأن تكون أسعار الأضاحي بين 2300 درهم و8000 درهما.

7 ملايين رأس من الأغنام والماعز

تهدف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إلى ترقيم 7 ملايين رأس من الأغنام والماعز برسم الموسم الحالي 2023.

ووفق ما أعلنته الوزارة، فقد شرعت مصالحها ابتداء من 2 يناير 2023، في تسجيل وحدات تسمين الأغنام والماعز على صعيد المصالح البيطرية الإقليمية التابعة للمديريات الجهوية للمكتب، استعدادا لعيد الأضحى المبارك.

حصيلة السنة الماضية بالأرقام

حسب محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، فقد تميزت السنة الماضية بترقيم ما يفوق 7,2 مليون رأس من الأغنام والماعز (6,7 مليون رأس من الأغنام، و500 ألف رأس من الماعز).

وبخصوص ترقيم الأبقار والإبل، أوضح الوزير أن هذه العملية تتم طيلة السنة، وليست فقط رهينة بعيد الأضحى، بحيث تم خلال سنة 2022، ترقيم حوالي 1,18 مليون رأس من الأبقار و32 ألف رأس من الإبل.

تحرير من طرف فاطمة الزهراء العوني
في 10/04/2023 على الساعة 10:00, تحديث بتاريخ 10/04/2023 على الساعة 10:00