وبهذا الخصوص، قال رفيق الأسمر، نائب رئيس الاتحاد المغربي لأرباب ومسيري قاعات الحفلات، في تصريح هاتفي لـLe360، إن هذا الموسم يعرف شيئا ما تراجعا لدى بعض أرباب القاعات، وذلك لعدة أسباب أهمهما غياب عدد كبير من أفراد الجالية، إضافة إلى ارتفاع تكاليف المواد الغذائية والخدمات، مضيفا أن الأسعار ارتفعت نتيجة الغلاء الكبير في اللحوم، الدواجن، الزيوت، والحلويات.
وأضاف الأسمر أن هذا الغلاء ليس التحدي الوحيد الذي يواجهه القطاع، فظهور أصحاب الفيلات العشوائية الذين يؤجرون منازلهم الكبيرة لإقامة حفلات أثّر بشكل مباشر على أصحاب القاعات، حيث لجأ كثير من الناس إلى هذا الخيار لتقليل التكاليف أو تجنب القيود المفروضة على القاعات.
وأوضح المتحدث ذاته أن تأثير الغلاء أثّر على طريقة تنظيم الأعراس والحفلات، حيث تقلص عدد الطاولات، وأصبح الكثير من أصحاب الأعراس يختارون باقات اقتصادية تبدأ من 50 ألف درهم وما فوق، مع عدد محدود من الطاولات وخدمات أقل، مضيفا: «اليوم هناك من ينظم حفل زفافه بـ10 أو 12 طاولة فقط، وهذا أمر لم نكن نراه قبل جائحة كورونا».
وتابع: «ورغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على جائحة كورونا، إلا أن تأثيرها لا يزال حاضرا، فالقيود التي فرضت في تلك الفترة تركت تأثيرا راسخا، إذ أصبح الزبناء أكثر تحفظا في الإنفاق على المناسبات، وأقل ميلا للتجمعات الكبيرة»، موضحا أن «كورونا علمت الناس أن يُقلّلوا المصاريف، وأصبحوا يفضلون حفلات صغيرة ومختصرة تضم المقربين فقط، بدل الأعراس الضخمة».
وشدد المتحدث بأنه بالرغم من كل هذه التحديات، يحاول أصحاب القاعات التكيف مع الوضع من خلال تقديم عروض خاصة، وإعادة هيكلة الخدمات بما يتناسب مع القدرة الشرائية للعملاء، لكن المستقبل ما يزال غامضا بالنسبة للقطاع.
ويختم الأسمر حديثه قائلا: ”الأعراس ليست مجرد ليلة فرح، إنها سلسلة طويلة من الأنشطة الاقتصادية التي تعيل مئات الأسر: من الطباخين والنادلين، إلى فرق الموسيقى والمصورين إذا استمر هذا التراجع، فالتأثير سيطال الجميع“.




