وحسب ما جاء في معطيات لمنصة « الما ديالنا »، فإن نسبة ملء سد المسيرة تراجعت بشكل « غير مسبوق » تاريخيا بسبب أكبر موجة جفاف تضرب حوض أم الربيع. حيث تقلصت نسبة ملئه من 75 بالمائة سنة 2017 إلى 0.4 بالمائة، بتاريخ الخميس 10 أكتوبر 2024.
وتشير الأرقام إلى أن حجم الواردات المائية الحالية لسد المسيرة تبلغ 9،7 مليون متر مكعب فقط، بعدما كانت خلال نفس الفترة من السنة الماضية تفوق 82 مليون متر مكعب، وهو ما يوضح التراجع الكبير في حجم حقينة هذا السد الذي كان يزود عددا من الحواضر الكبرى بالماء الصالح للشرب.
ومنذ الشروع في استغلال هذه المنشأة المائية سنة 1979 لم يسبق لها أن وصلت لهذه الحالة من الجفاف، حيث كانت تزود سابقا مدن الدار البيضاء، سطات، برشيد، صخور الرحامنة، بن جرير، مراكش مؤخرا وكذا آسفي والجديدة، باحتياجات ساكنتها من الماء. بيد أن الوضع الحالي للسد جعل هذه المدن تبحث عن حلول بديلة للتزود بالماء.
ومن بين هذه الحلول، تعمل الحكومة حاليا على الربط بين أحواض سبو وأبي رقراق وأم الربيع لتخفيف الضغط مستقبلا بشكل كبير على هذا السد، كما تم بناء محطات لتحلية مياه البحر بكل من الجرف الأصفر وآسفي للغرض ذاته، حيث يتم تزويد مدينتي آسفي والجديدة بنسبة 100% انطلاقا من المحطتين، إضافة إلى انطلاق أشغال بناء محطة التحلية بالدار البيضاء، وتوزيع عدد من المحطات المتنقلة في عدة قرى.