الواقع اليوم في وضعية سيئة، فقطاع التجارة بأحياء مدينة فاس العتيقة، أصبح يعيش، حسب ما أفاد به أصحاب محلات لـLe360، على وقع كساد غير مسبوق يتعمق سنة تلو الأخرى، إذ أجمعوا أنهم في مواجهة وضع صعب يهدد بالإفلاس.
عبد الرحيم الحجامي، وهو تاجر زرابي تقليدية، أرجع هذا الركود إلى فترة الصيف، فارتفاع درجات الحرارة بمدينة فاس خلال هذه الفترة من السنة هو ما يحد من توافد السياح والزبناء، على أمل أن تعود عجلة السياحة لسابق عهدها شهر شتنبر.
تراجع الرواج التجاري على الرياضات بالمدينة العتيقة، خيم بضلاله هو الآخر على حركة التجار، حتى أن هناك منهم من لم يتمكن من أداء مستحقات الكراء، يوضح عبد العاطي محراز، وهو تاجر بالطالعة الصغرى، مبرزا أن كثيرا من زملائه لم يتمكنوا بسبب الكساد، من أداء ما في ذمتهم من سومة كرائية وضريبية.
التاجر ذاته، أبرز أن ما وصفها بـ«الأزمة الخانقة» للحركة التجارية بالمدينة القديمة بفاس راجع لعدة عوامل، من بينها على الخصوص، ما تعيشه منافذ أحيائها من غلاء مواقف السيارات وأزمة النقل، لارتباط الرواج التجاري بالحركة السياحية الداخلية والخارجية.
إلى ذلك، أجمع معظم التجار، الذين التقى بهم Le360 خلال جولته بأزقة فاس العتيقة، أن التسويق الجيد لقطاع الصناعة التقليدية ومآثرها يعتبر منفذا يراهن عليه حرفيوها للخروج من هذه الأزمة، قائلين: «مدينة فاس هي رمز المغرب، مدينة 12قرن، نطالب المسؤولين بإيجاد حلول عملية للنهوض بقطاع الصناعة التقليدية لتعود الحركة التجارية إلى سابق عهدها، فتكثيف الجهود المبذولة من طرف المسؤولين لتعزيز القطاع السياحي وتحسين الخدمات المقدمة للسياح سيعزز مكانتها لا محالة كواحدة من الوجهات السياحية البارزة في المملكة».