وذكر بلاغ لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أن هذا اللقاء انعقد بحضور الكاتبة العامة بالنيابة لوزارة التحول الرقمي والإصلاح الإداري، سارة العمراني، وعامل إقليم مكناس، ورئيس المجلس الجهوي لمكناس، وبعض رؤساء الغرف الفلاحية الجهوية، ورؤساء التنظيمات البيمهنية، وخبراء، وباحثين على المستوى الوطني والدولي في مجال المنظومة الرقمية والفلاحية بالإضافة إلى وفد مهم من المسؤولين بالوزارة.
وأوضح البلاغ أن هذا الحدث يندرج في إطار توجيهات الملك محمد السادس، التي تؤكد على الأهمية التي يجب أن تعطى لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة لتحسين حكامة مختلف برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلدنا وتقديم جودة عالية من الخدمات العمومية للمواطنين، كما يندرج في إطار توصيات النموذج التنموي الجديد الذي يجعل الرقمنة العمود الفقري للتنمية الاقتصادية للمغرب.
وأبرز البلاغ أن أيام تكنولوجيا المعلومات في الفلاحة في نسختها الثالثة نظمت تحت شعار: "التحول الرقمي في صلب تنزيل استراتيجية الجيل الأخضر"، مشيرا إلى أن هذا الحدث يركز على إدخال تقنيات جديدة في حلقات سلسلة القيمة الفلاحية والصناعات الفلاحية وتأثيرها على تنمية الفلاحة والعالم القروي.
وفي كلمته الافتتاحية، أشار وزير الفلاحة إلى أن ورش الرقمنة يدخل ضمن المشاريع الأفقية لاستراتيجية الجيل الأخضر التي تهدف إلى جعل الفلاحة بالمغرب أكثر مرونة وتنافسية؛ مبتكرة وجذابة لمهنيي القطاع بشكل عام، وللشباب والأجيال الناشئة من الفلاحين ورواد الأعمال على وجه الخصوص.
وأوضح أن الهدف في إطار الجيل الأخضر، ربط 2 مليون فلاح بالخدمات الإلكترونية الفلاحية في أفق 2030، مذكرا في نفس الوقت بالجهود التي بذلتها الوزارة لإنجاح مواءمة خارطة طريق التحول الرقمي مع استراتيجياتها، وذلك منذ إطلاق مخطط المغرب الأخضر سنة 2008.
وبالمناسبة، شدد الصديقي على أهمية التحول الرقمي بالنسبة لجميع فاعلي سلسلة القيمة الفلاحية، وخاصة الفلاحين، حيث يمكن التحول الرقمي من تحقيق ربح أكبر للضيعات الفلاحية بالإضافة إلى تحسين ظروف عملهم ومعيشتهم وكذا من تقليل تأثير الوسطاء.
وأضاف الصديقي أنه تم تعزيز هذا الورش من خلال إطلاق القطب الرقمي للفلاحة والغابات ومرصد الجفاف، وهو مجموعة ذات نفع عام، تضم 12 متدخلين يمثلون القطاع العام والخاص. تتمثل مهمة القطب الرقمي في المشاركة في خلق فرص التنمية لكل فرد وكحلقة من سلاسل القيمة الفلاحية بالاعتماد على الرقمنة، لا سيما من خلال برامج البحث والتطوير الموجهة للسوق، وخدمات التثمين والابتكار، وتنظيم برامج للتكوين في مجال الرقمنة بهدف تطوير النظام البيئي الفلاحي وجعله متماسكا.
وفي كلمتها باسم وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أشارت الكاتبة العامة للوزارة المشار إليها إلى أن هذه النسخة الثالثة من أيام تكنولوجيا المعلومات في الفلاحة تأتي في الوقت المناسب لتشجيع التطورات الرقمية، وهو مجال يمثل رافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية لبلادنا ومصدرا لإحداث فرص الشغل.
وبهذه المناسبة، ترأس وزير الفلاحة، محمد صديقي، مراسم التوقيع على ست اتفاقيات شراكة بين القطب الرقمي وعدد من المؤسسات والشركاء الاستراتيجيين.
الاتفاقية الأولى مع المعهد الوطني للبحث الزراعي، تهدف إلى تسهيل أعمال البحث والتطوير والابتكار وخدمات نقل التكنولوجيا في مجالات رقمنة القطاع الفلاحي ومتابعة الجفاف، لا سيما من خلال تبادل وتوفير البيانات والمنصات والموارد البشرية والمادية.
أما الاتفاقية الثانية الموقعة مع المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية فتتعلق بإنشاء آليات لتشغيل محطات الأرصاد الجوية التابعة للمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية وتثمين بياناتها لصالح منصات الاستشارة الفلاحية ومرصد الجفاف وبرامج البحث والتطوير للقطب الرقمي.
كما تم توقيع اتفاقيتين مع القطب الفلاحي للابتكار بمكناس (AGRINOVA) وتكنوبارك. تهدف هذه الاتفاقيات إلى تحديد شروط وأحكام التعاون في مجالات الفلاحة الرقمية والفلاحة 4.0 ووضع الآليات اللازمة لتسهيل الاتصال بين الشركات الناشئة والمكونات الرئيسية لقطاع الفلاحة.
وتم توقيع الاتفاقية الخامسة مع شركة "ABA TECHNOLOGY"، تهدف إلى تحديد إطار الاتفاق بين الأطراف ومبادئ شراكتهما، وبشكل عام إلى إضفاء الطابع الرسمي على الالتزامات المتبادلة، لا سيما في مجال الفلاحة 4.0.
أما الاتفاقية السادسة مع الجامعة الأورومتوسطية بفاس فتهدف إلى تحديد سبل التعاون بين الطرفين في المجالات ذات الاهتمام المشترك، لا سيما من حيث التكوين والبحث العلمي والتقني وتقاسم المعلومات والمعرفة.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم تنظيم النسخة الأولى من طرف الوزارة في 28 نونبر 2017 بالرباط، تحت شعار "التحول الرقمي، رافعة للتنمية الفلاحية والصناعات الغذائية". وتم تنظيم النسخة الثانية في 18 أبريل 2019 بمناسبة انعقاد النسخة الرابعة عشر من الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس حول موضوع "التحول الرقمي، من أجل قطاع فلاحي واعد وموفر للشغل لفائدة الشباب القروي".
وتشكل هذه اللقاءات فرصة لتبادل الخبرات بين الخبراء والمشاركين من أجل التواصل حول المستجدات والتكنولوجيات الجديدة مثل: صور الأقمار الصناعية، والبلوكشين والذكاء الاصطناعي والأجهزة المتصلة والطائرات بدون طيار، هي فرصةٌ كذلك لاستكشاف فرص عمل وشراكات جديدة في هذا المجال.