في كلميم-واد نون، تم تسليط الضوء على الإمكانات الكبيرة للمنطقة لإنتاج الطاقات المتجددة خلال أشغال النسخة الثالثة من ندوة "محادثات المغرب الدبلوماسي" (MD Talks)، المنعقد يوم السبت 22 أكتوبر في كلميم، في موضوع "الطاقات المتجددة، ورش شامل في صلب النموذج التنموي الجديد".
وشارك في هذا الحدث ما يقرب من 300 شخص، بما فيهم عدد كبير من السفراء والمستثمرين الأجانب والمتخصصين في الطاقات المتجددة، مما سمح لهم باكتشاف المشاريع التي في طور الإنجاز في هذه المنطقة من الصحراء المغربية. واطلع المشاركون على الإمكانات المهمة لهذه المنطقة، فيما يتعلق بإنتاج الطاقة من الألواح الكهروضوئية، القادرة على التقاط أشعة الشمس، أو من توربينات الرياح.
وأوضحت رئيس الجهة، مباركة بوعيدة، في تصريح لـLe360، أن "عددا من الفاعلين سبق لهم زيارة جهة كلميم-واد نون. لدينا شركتين أساسيين في الطاقة الريحية تعملان حاليا في الجهة، وهما Enel ، Total Eren (شركة إيطالية). لدينا أيضًا مشروع قيد الدراسة مع شركة دانماركية. هناك مشاريع أخرى قيد الإعداد، ونرغب في استكمالها في أقرب وقت ممكن".
تصوير وتوضيب: خليل السالك
ومن بين المستثمرين الآخرين الحاضرين في هذا الحدث، ممثلو إكس لينكس (Xlinks)، وهي شركة بريطانية ناشئة، تهدف إلى تزويد المملكة المتحدة بالكهرباء الخضراء، التي سيتم إنتاجها وتخزينها في المغرب، مع تركيب محطة عملاقة (للطاقة الشمسية والطاقة الريحية) في جهة كلميم-واد نون.
وأكدت بوعيدة قائلة: "من بين الفاعلين الذين قاموا بتركيب جناحهم هنا، شركة إكس لينكس وهو مشروع كابل كبير الذي من المفترض أن يربط المغرب ببريطانيا. مشروع إكس لينكس هو قيد الدراسة. وبصفتي رئيسة مجلس الجهة، لا يسعني إلا أن أدعم هذا المشروع".
ولدى سؤالها عن تقدم المشروع والموقع الذي سينجز فيه، بدت رئيسة جهة كلميم-واد نون حذرة، وأكدت على دعم مجلس الجهة الكامل لأصحاب هذا المشروع، دون أن تدخل في التفاصيل.
وأوضحت: "على حد علمي، تتقدم الدراسات الخاصة بهذا المشروع الطموح بشكل جيد. لقد أظهرنا رغبتنا ليس فقط في التعاون ولكن في تسهيل جميع الإجراءات الإدارية، أو غيرها، حتى يرى هذا المشروع النور. أعتقد أن الشركة بدأت بالفعل في إنتاج الكابلات... ونأمل أن يتم الانتهاء من المشروع في أقرب وقت ممكن".
تلقت شركة "إكس لينكس" البريطانية، التي تطمح إلى بناء محطة للطاقة الشمسية بأكثر من 10 جيجاواط في الصحراء المغربية، التزاما من المملكة بوضع رهن إشارتها لعقار بمساحة 150 ألف هكتار، لاحتضان المحطة الشمسية المستقبلية، وكذلك توربينات الرياح، بالإضافة إلى مساحة كبيرة لتخزين الطاقة المنتجة في الموقع، تقدر بنحو 5 جيجاواط.
بحسب توقعات "إكس لينكس"، فإن هذا المشروع الكبير، الذي سيخصص له استثمار بقيمة 22 مليار دولار، سيولد 10.5 جيجاواط من الكهرباء الخالية من الكربون، انطلاقا من أشعة الشمس والرياح، وذلك من أجل توفير 3.6 جيجاواط من الطاقات المتجددة.
إذا تم إنجاز هذا المشروع، بحلول عام 2030، سيمكن من تزويد أكثر من 7 ملايين منزل بريطاني بالكهرباء النظيفة. بعد اكتمال المشروع، سيكون قادرا على توفير 8 ٪ من احتياجات الكهرباء في بريطانيا.