قبل وصولك لإقليم قلعة السراغنة ببضع كيلومترات قليلة، لا رائحة تعلو فوق رائحة عصر زيت الزيتون المقطوف حديثا من الأشجار، فرحى المعاصر التقليدية والحديثة لا تكاد تتوقف عن طحن حبات الزيتون، والكل متجند هناك لإنتاج أكبر كمية من غلة هذه الشجرة المباركة.
انطلاق موسم جني الزيتون وعصره يخلق رواجا تجاريا كبيرا إلى جانب توفير آلاف فرص الشغل المؤقتة، على غرار العمال الذين يشتغلون في قطف وجني الزيتون؛ هؤلاء يعملون وفق صيغتين، الأولى بالاشتغال لنصف يوم مقابل 100 درهم، والصيغة الثانية بالعمل للصندوق مقابل 25 درهما، هذه الطريقة الأخيرة تعرف بـ "العطش" ويفضلها العاملون والفلاحون.
ووفق ما ذكره حميد، وهو مشرف على ضيعة فلاحية للزيتون، في تصريح لـ Le360 أن جل الفلاحين بالمنطقة شرعوا في جني الزيتون، رغم أن محصول هذه السنة يبقى ضعيفا جدا مقارنة بالسنوات الماضية، وذلك في ظل الجفاف الذي ضرب جل مناطق المملكة. وهو الأمر الذي من شأنه الرفع من ثمن الكيلوغرام الواحد من الزيتون.
من جهته، أوضح عدنان حسن، صاحب معصرة للزيتون، أنه بدأ في استقبال الفلاحين الراغبين في عصر محاصيل الزيتون، حيث تتم هذه العملية مقابل 50 سنتيما للكيلوغرام الواحد و50 درهما للقنطار (100 كلغ).
تصوير ومونتاج: عبد الرحيم الطاهيري
وأضاف المتحدث ذاته، أن القنطار الواحد من الزيتون ينتج ما بين 10 و12 لترا من الزيت، علما أن ثمن الزيتون حاليا في السوق هو 9 دراهم للكيلوغرام حسب النوع والجودة، الأمر الذي سيرفع من الثمن النهائي للتر الزيت، هذا الأخير سيصل لأثمنة غير مسبوقة هذه السنة في ظل الجفاف وقلة الماء.
هذا، وحسب معطيات وأرقام رسمية لوزارة الفلاحة فإن حجم صادرات زيت الزيتون بلغ 13.200 طن خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2022، أي ضعف حجم عام 2021 خلال نفس الفترة، وبقيمة 456 مليون درهم، ما يمثل زيادة قدرها 47 في المائة.
تجدر الإشارة إلى أن أشجار الزيتون تمثل %65 من المساحة المخصصة لغرس الأشجار المثمرة على الصعيد الوطني. حيث توفر سلسلة الزيتون 51 مليون يوم عمل في السنة، أي ما يعادل %13 من مجموع أيام العمل التي يوفرها القطاع الفلاحي.