على الرغم من انقضاء أزيد من أسبوعين عن الدخول المدرسي في المغرب، لا زالت العديد من الكتب والمقررات المدرسية مفقودة في المكتبات، الأمر الذي يعطل السير العادي للدراسة، ويخلق مشكلا لدى الآباء في ظل معاناة يومية في البحث عن هذه العناوين التي باتت عملة نادرة.
كاميرا Le360 انتقلت إلى حي الأحباس بالدار البيضاء، حيث تتمركز أكبر المكتبات في المدينة الميتروبولية، للوقوف على حقيقة غياب بعض المقررات، والأسباب الكامنة وراء ندرتها ونقصها في الأسواق.
وفي هذا الصدد، أكد عدد من الكتبيين الذين استجوبهم Le360 على وجود خصاص كبير في بعض العناوين والكتب المدرسية، لا سيما تلك الخاصة بالمستوى السادس ابتدائي، على غرار "الجيد في الرياضيات"، ومقرر "Mes Apprentissages"، "الممتاز في التربية التشكيلية"، وكتاب "مرشدي" للمستوى الخامس ابتدائي، إضافة إلى مقرر "Mosaique" الخاص بالأولى إعدادي.
تصوير ومونتاج: أنس الزيداوي
وأوضح الكتبيون أن هذا الخصاص راجع بالأساس إلى دور النشر، حيث أن هذه الأخيرة لم تصدر الكتب بالشكل الكافي، خصوصا بعد نفاذ الطبعة الأولى من المكتبات بشكل سريع في الأيام الأولى لدخول المدرسي.
وكشف أحد الكتبيين الذي يشتغل في هذا القطاع منذ أربعين سنة، أن مشكل الخصاص في المقررات الدراسية ليس وليد هذه السنة فقط، بيد أنه تفاقم خلال هذا الموسم الدرسي بسبب تأخر الحكومة في إخراج قرار دعم ناشري الكتب للإبقاء على استقرار أسعار الكتب، الأمر الذي جعل الناشرين بدوره يتأخرون في طباعة المقررات المدرسية.
من جهته، قال أحد أولياء الأمور، في تصريح لـ Le360، إنه في بحث مضن منذ أيام عن بعض المقررات الدراسية التي يحتاجها إبنه، حيث بات يترك عمله للعثور على هذه العناوين المفقودة في جل مكتبات المدينة، مطالبا الوزارة والجهات المعنية بالتدخل من أجل وضع حد لهذا المشكل الذي يؤرق الآباء في أسرع وقت ممكن.
تجدر الإشارة إلى أن الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، كان قد صرح، في وقت سابق، بأن أي خصاص يتم تسجيله في أحد الكتب المدرسية في إقليم من الأقاليم، يتم معالجته في وقت وجيز، إذ يتم توفير نسخ من الكتاب المعني في غضون 48 ساعة. وأضاف أن دور النشر في علاقتها مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أخذت كل الاحتياطات وعرفت عدد الكتب التي يجب توفيرها في السوق.