وتفقد المملكة المغربية سنويا أكثر من 70 مليون متر مكعب من المياه المخزنة في السدود، بسبب معاناة هذه الأخيرة من آفة التوحل، وهو الأمر الذي دفع وكالة الحوض المائي ووزارة التجهيز والماء لبذل المزيد من الجهود للحد من هذا المشكل الذي يقلص من الحجم الإجمالي لحقينة السدود، لاسيما ونحن في خضم موسم شهد تراجعا كبيرا في نسب الملء، مقارنة مع السنوات الماضية.
في هذا الصدد، قال محمد عبد الله الزويني، رئيس قسم تتبع وتخطيط الموارد المائية في وكالة الحوض المائي أبي رقراق والشاوية، في تصريح لـLe360، إن توحل السدود ظاهرة طبيعية تظهر نتيجة عوامل التعرية وانجراف التربة التي تشهدها الأحواض المائية في مختلف جهات المملكة.
وأوضح المتحدث ذاته، أن مشكل ترسب الأوحال والأتربة في قعر السدود يتسبب في فقدان حوالي 2.5 مليون متر مكعب من المياه على صعيد الحواض المائي أبي رقراق والشاوية، إذ اعتبر أن هذا الرقم يبقى متوسطا مقارنة مع باقي الأحواض.
تصوير ومونتاج: سعيد بوشريط
وللحد من هذه الظاهرة الطبيعية، أفاد محمد عبد الله الزويني أنه يجري العمل بالعديد من التدابير والإجراءات، حيث يتم تصميم وبناء السدود لتتحمل 50 سنة من التوحل. كما أن هناك برنامجا وطنيا لحماية الأحواض المائية التي تزود السدود الكبرى في المملكة، وذلك بشراكة مع المندوبية السامية للمياه والغابات.
وفي هذا الإطار، تقوم الوكالة بمعية شركائها بعدة دراسات لمعرفة المناطق التي تنتج التعرية التي تسرع من وتيرة توحل السدود، قبل أن تبدأ أشغال ميكانيكية وبيولوجية للحد من هذا المشكل، على غرار التشجير، وتنظيف مفارغ القعر بهذه المنشآت المائية أثناء فترة "الحملات"، فضلا عن تعلية بعض السدود.
ولفت المسؤول ذاته إلى أن هذه المجهودات تهدف إلى تقليص ظاهرة التوحل في السدود بنسبة تصل إلى %20 في حدود سنة 2050.