وتروم هذه الندوة العلمية التي احتضنها معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط إلى تبادل الخبرات والتجارب الدولية المتعلقة بظاهرة اختفاء النحل التي شھدھا المغرب مؤخراً، والتي تم رصدها كذلك في العديد من الدول، إذ شارك في فعاليات الندوة، خبراء دوليون من أستراليا وبلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبلجيكا والمملكة المتحدة، عبر تقنية الفيديو، بالإضافة إلى حضور فاعلين ومهنيين في القطاع، وممثلي جمعيات المستهلكين، فضلا عن مسؤولين بوزارة الفلاحة.
وفي هذا الصدد، قال محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إن ظاهرة اختفاء النحل اكتُشفت في المناحل المغربية لأول مرة في شهر نونبر الماضي، الأمر الذي دفع الوزارة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للممنتجات الغذائية "أونسا" إلى إجراء تحريات وتحاليل في عدد من المناحل بمختلف جهات المملكة، حيث تبين أنه ليس هناك مرض محدد وراء هذه الظاهرة، وإنما هي عدة عوامل وأسباب متداخلة ساهمت في ذلك.
تصوير ومونتاج: سعيد بوشريط
وأضاف المسؤول الحكومي ذاته، أن تنظيم هذه الندوة العلمية جاء لمعرفة أسباب هذه الظاهرة الجديدة في المغرب والخروج بحلول للتصدي لها ومكافحتها، وذلك عبر تبادل الآراء والمعلومات مع خبراء دوليين شهدت بلدانهم، في السنوات الماضية، ظاهرة اختفاء طوائف النحل.
وفي السياق ذاته، أبرز محمد صديقي أن الوزارة تعمل على برنامج بقيمة 130 مليون درهم، لدعم مربيي النحل المتضررين من هذه الظاهرة، لإعادة إعمار خلايا النحل المصابة بتوزيع طوائف نحل جديدة بناء على إحصاء يتم إجراؤه في هذا الصدد، علاوة على القيام بحملة وطنية لمعالجة خلايا النحل ضد داء "الفارواز".
من جهته، أوضح محمد العبراق، مدير حماية الرصيد الحيواني والنباتي في "أونسا"، أن ظاهرة انهيار طوائف النحل رغم جدتها في المغرب إلا أنها ظهرت منذ عدة سنوات في دول أخرى، ولهذا الغرض تم عقد هذه الندوة بهدف تقاسم التجارب مع الدول التي راكمت خبرات في محاربة هذه الظاهرة، على غرار أستراليا، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية، وبلجيكا، حيث تم الاطلاع على التقنيات والوسائل الحديثة المتخذة في هذا المجال.
وأشار محمد العبراق، خلال عرض لمكتب 'أونسا"، إلى أنه جرى فتح تحقيق حول هذه الظاهرة الغريبة في مستهل شهر فبراير 2022، عبر تخصيص 32 فريق متنقل عاين قرابة 2200 مربي نحل و23 ألف خلية متضررة وغير متضررة في 21 إقليما بالمملكة، حيث تبين أن 30 في المائة من الخلايا التي تمت معاينتها طالتها هذه الظاهرة.
جدير بالذكر، أن ظاهرة انھیار طوائف النحل، المعروفة أيضاً بظاهرة اختفاء النحل، ظاهرة جديدة شملت مؤخراً عددا من مربي النحل على الصعيد الوطني. وتم رصدها في دول أخرى قبل سنوات، لا سیما في أوروبا وأمريكا وإفريقيا، وتعزى إلى وجود عدة عوامل مناخية وبيئة وصحیة، بالإضافة إلى عوامل متعلقة بالطرق المتبعة في تربیة النحل من طرف النحالين.
