وتسببت الزيادات التي تتراوح حسب المهنيين بين 20 و50 في المائة، في خسائر فادحة لمربي الماشية، حيث أصبحوا يبيعون مواشيهم بأثمنة "بخسة"، من أجل إطعام باقي القطيع، خصوصا في ظل تأخر التساقطات المطرية، وشح المراعي والكلأ الطبيعي.
وأكد "كسابة" في تصريحات لLe360 أن أسعار الأعلاف ارتفعت بشكل غير مسبوق، ما شكّل عليهم عبئاً مالياً كبيراً.
وقال رضوان وهو مربي ماشية من منطقة مديونة، إن الزيادات الصاروخية في أثمنة الأعلاف، أثرت بشكل كبير على "الكسابة" الصغار، إذ أن حزمة واحدة من تبن القمح، ارتفع سعرها من 13 درهم للجملة وحوالي 17 درهم للتقسيط، إلى 30 درهم أو45 درهم.
وأوضح أن هذه الزيادات دفعت بعض مربي الماشية إلى التخلص من قطعانهم بأثمنة جد منخفضة أحيانا تصل إلى نصف قيمة الخروف أو "النعجة".
ومن جانبه أفاد الحبيب صالح، وهو بائع أعلاف بالجملة، بسوق ثلاثاء الأولاد إقليم سطات، بأن الزيادات همت جميع أنواع الأعلاف واختلفت نسبتها بين المواد، إذ أن ثمن تبن العدس وصل إلى 70درهما، والشعير انتقل من 1,90 درهم إلى 2.15 درهم للكيلوغرام الواحد، والذرة من 2.50 إلى 3.80 درهم للكيلوغرام الواحد. أما الخرطال يضيف المصدر ذاته، (البال أو الحزمة) فارتفع ثمنه إلى 65 درهما بعدما كان لا يتجاوز 36 درهما، وكذلك هو الحال بالنسبة للخرطال (حبوب) فأصبح ثمنه 600 درهم للقنطار الواحد، بعدما كان محصورا في 350 درهم للقنطار الواحد، أي من 3.50 درهم للكيلوغرام إلى 6 دراهم. وارتفع ثمن النخالة من 1.90 إلى 3.40درهم للكيلوغرام، والشمندر من 2.50 إلى 4دراهم، أما لونسيلاج فكان 0.60 درهم وأصبح اليوم يتجاوز 1.30درهما.
وأشار صالح إلى أن هذه الزيادات انعكست على أسعار المواشي, حيث أصبح ثمن "نعجة" قيمتها 2000 درهم، لا يتجاوج في الأسواق اليوم 1000درهم.
وحسب تصريحات بائعي الأعلاف ومربيي الماشية، يرجع سبب ارتفاع الأثمنة بدرجة أولى إلى الجفاف وقلة التساقطات المطرية التي شهدتها المملكة خلال السنوات الأخيرة.
و كشف مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلّف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، خلال الندوة الصحفية التي انعقدت، يوم الخميس3 فبراير، بعد أشغال مجلس الحكومة، أن الحكومة منشغلة بتأخر التساقطات المطرية، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة تقوم بمجهود على مستوى المناطق السقوية لكي يسير، على الأقل، برنامج الخضروات الربيعية، بشكل طبيعي ولا يقع أي تغيير على مستوى الأسعار. وأوضح بايتاس، أن الحكومة ستدعم هذه الفئة من خلال برنامج إغاثة الماشية واقتناء الأعلاف، والذي هو عبارة عن برنامج يقدم الأعلاف بثمن مدعم لمربي الماشية، ويحافظ في نفس الوقت على استقرار الأسعار في السوق الوطنية، لكي لا يكون له أي تأثير على إنتاج اللحوم والألبان.
يذكر أن المملكة المغربية تعاني في الآونة الأخيرة من شح في التساقطات المطرية، تسبب في تراجع حقينة السدود بشكل ملفت.