بالفيديو: زرابي تازناخت.. لوحات فنية وحكايات تراثية بلمسات نسائية

Mhand Oubarka / Le360  

في 15/11/2021 على الساعة 18:00

فيديوتشتهر مناطق تزناخت الكبرى التابعة لإقليم ورزازات بالزربية القبائلية التي يتم نسج خيوطها ومعالمها من طرف نسوة همهن الوحيد الإبقاء على هذا المنتوج المحلي على قيد الحياة باعتباره مصدرا أساسيا لعيش الساكنة.

وأوضحت صفية إمينوطراس، رئيسة تعاونية "إزناكن" للزربية الأصيلة بجماعة إزناكن بإقليم ورزازات، أن التعاونية تضم 63 منخرطة تنقسم على 13 دوار من دواوير الجماعة، وتهدف إلى المساهمة في تسويق المنتوج النسوي خصوصا النساء القرويات، والذي يعد المصدر الأساسي لدخل الأسر بتازناخت الكبرى المكونة من 5 جماعات ترابية.

وأضافت المتحدثة في تصريح لـLe360 أن المنطقة تعتبر العاصمة الفعلية للزربية الواوزكيتية أو الزربية القبائلية القروية، مشيرة إلى أن ما يميز هذه الأخيرة هو اعتمادها على الصوف الحي الذي تخصص له فترة إزالته من على ظهر الأغنام خلال شهريْ أبريل وماي من كل سنة، وتتم صباغتها بواسطة مستخلصات الأعشاب المتوفرة بالمنطقة.

وأكدت الفاعلة الجمعوية أن من بين مميزاتها أيضا كونها زربية فطرية تشتغل عليها النساء مباشرة عكس الزربية الحضرية التي يوضع لها تصميم مسبق من طرف مهندسين متخصصين قبل أن تباشر عملية الإنجاز، منبهة إلى خصوصيات المنطقة في صناعة الزرابي إذ رغم الأمية المنتشرة في صفوف نسوة القرية إلا أنهن يبدعن بشكل لافت في تجسيد مشاعرهن وأحاسيسهن وآمالهن ومعاناتهن وظروفهن على الزربية لتصبح لوحة تشكيلية معبرِّة وذات رسائل جمة، ما يجعلها صالحة للاستعمال سواء كلوحة أو كسجاد.

وذكرت إمينوطراس أن الزرابي المحلية تحمل أيضا دلالات كثيرة إذ نجد فيها ألوان متنوعة ورسومات وأحيانا لغات حية كما هو الشأن بالنسبة للحروف الأمازيغية ما يجعلها أكثر من مجرد عمل يومي روتيني، مشيرة إلى أن زربية المنطقة استطاعت أن تصل إلى نحو 7 أنواع من الزرابي كل على حدة من بينها الزربية الووزكيتية، الكلاوية، الزنيفي خاص، أخنيف خاص، المزربي وغير ذلك.

وتمر صناعة أو حياكة هذه الزرابي عبر عدة مراحل، أولها جز صوف الغنم وغسله وتنظيفه على نحو سليم بمياه نظيفة قبل تنشيفه وتمشيطه وصباغته بالأعشاب الطبيعية (قشور الرمان، الحناء..)، ثم غزل الخيوط الصوفية وبعدها الشروع في نسج معالمها لتصبح عبارة عن حكايات تراثية منقوشة على زرابي تسر الناظرين وشاهدة على تاريخ المنطقة في صناعة هذا المنتوج الأصيل، مشددة على أن كل مرحلة إلا ولها طقوسها الخاصة.

ويمتد العمل في كل زربية من الزرابي من 15 يوما إلى أكثر من 4 أشهر حسب قياس طول وعرض كل واحدة ونوعها، تضيف المتحدثة، موردة أن العمل على هذه انتاج هذه الزرابي جد مكلف ومتعب ليصطدم في آخر المطاف مع إكراه التسويق، حيث يسيطر الوسطاء على الأسواق المحلية ما يؤثر سلبا على الأسعار ويجعل النساء اللواتي تعبن كثيرا في إخراج هذا المنتوج لحي الوجود وبإبداعات مختلفة لا تنلن سوى الفتات أو إن صح التعبير تحصلن على مقابل هزيل فيما يبيعها "السماسرية" بسعر أكبر بكثير للزبائن.

واعتبرت إمينوطراس الأجرة اليومية التي تتقاضاها المرأة العاملة في هذا المجال زهيدة مقارنة مع الأثمنة التي يتم بها بيع منتوجاتها ذات الجودة العالية، إذ لا تتراوح أجرتها تقول المتحدثة، ما بين 13 درهم إلى 20 درهما في اليوم الواحد، مطالبة بتدخل الجهات الوصية لهيكلة القطاع والعمل على توفير تكوينات مستمرة لنساء القرية لمواجهة هذه التحديات وتعليمهن طريقة تسويق منتجاتهن سواء في الأسواق الداخلية أو الخارجية، مشددة على أهمية هذه التكوينات في تحسين الدخل الفردي للمشتغلات بالمجال وتسهيل المأمورية عليهن.

تحرير من طرف امحند أوبركة
في 15/11/2021 على الساعة 18:00