انتقلنا إلى سوق الجملة للخضر والفواكه بمدينة الدار البيضاء، ووفق ما رصدته كاميرا Le360 يشهد السوق وفرة العرض بخصوص هذه الفاكة الموسمية، إلا أن تجارته تعاني الركود، بسبب انتشار شائعات تفيد بتعرض مواطنين للتسمم مباشرة بعد تناول البطيخ الأحمر.
كيف انتشرت الإشاعة؟
مباشرة بعد بداية تسويق فاكهة البطيخ الأحمر القادمة من المناطق الجنوبية للمملكة، أواخر شهر ماي الماضي، تناسلت العديد من الإشاعات حول جودة وسلامة هذه الفاكهة، بدعوى أن الوقت مازال مبكرا على نضجها، حيث رجح البعض بأن يكون الفلاحون قد استعملوا بذورا معدلة جينيا، فيما قال البعض الآخر إن الفاكهة تحتوي على مواد سامة بعد حقنها بهرمونات تسرع عملية نضجها.
لكن حسب ما استقيناه من بعض الفلاحين، فالأخبار المنتشرة "كاذبة"، ويرجع السبب الرئيسي للإنتاج المبكر للبطيخ الأحمر في هذه المناطق، إلى المناخ الذي يتميز بارتفاع درجة الحرارة مند الشهور الأولى من السنة وكذا استعمال تقنيات جديدة ومتطورة للإنتاج، الشيء الذي أكده لنا المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.
ركود غير مسبوق
هذا السوق الذي يستقبل يوميا حوالي 1000 طن من "الدلاح"، يشهد في هذه الفترة، ركودا غير مسبوق، أدى إلى انخفاض ثمن هذه الفاكهة الموسمية، بفارق 75 في المائة تقريبا، حسب تصريح عبد الرزاق الشابي، الكاتب العام لجمعية سوق الجملة.
وحسب نفس المصدر، ففي نفس الفترة من السنة الماضية كان يتراوح ثمن الكيلوغرام الواحد من البطيخ الأحمر بين درهم وخمسين سنتيم، و3 دراهم في الجملة، في حين لا يتعدى ثمنه حاليا درهم واحد.
هذا التراجع حسب تصريحات الفلاحين، أدى إلى تضررهم كثيرا، خصوصا وأن زراعة البطيخ الأحمر "الدلاح" تتطلب مصاريف كثيرة إذ يعتبر من أكثر الفواكه التي تحتاج لكميات كبيرة من المياه أثناء السقي وعلى مدى أربعة أشهر تقريبا، وهي الفترة التي تتطلبها هذه الفاكهة للنضج.
هل تسمم الدلاح حقيقة أم إشاعة؟
أفاد مصدر مسؤول بالمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "أونسا" بأن كل الأخبار المتداولة بشأن سلامة فاكهة البطيخ الأحمر، هي "عارية من الصحة"، إذ أنه لم تسجل لحدود اليوم أي حالة غش أو تسمم.
وقال المسؤول في تصريح لـLe360: "التحاليل المخبرية الأخيرة التي أجراها المكتب في إطار برنامج التتبع والمراقبة على فاكهة البطيخ الأحمر "الدلاح" للموسم الحالي (سنة 2021)، أثبتت مطابقتها كليا لمعايير السلامة الصحية للمنتجات الغذائية".
وحسب نفس المصدر، فهذه الفاكهة خالية من الملوثات سواء بقايا المبيدات أو البكتيريا (كالسالمونيلا والكوليفورم) أو المعادن الثقيلة (كالرصاص والكادميوم).
ويقوم المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، يضيف مصدرنا، سنويا بتتبع ومراقبة الخضر والفواكه، سواء على مستوى المزارع بمراقبة بقايا المبيدات، أوأسواق الجملة والأسواق الكبرى ومحطات التلفيف.
وكرد على الموضوع قال بوعزة الخراطي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المستهلك، إن الجمعية لم تتوصل بأي شكاية من المواطنين بخصوص تضررهم من البطيخ الأحمر، في أي فرع من فروع الجمعيات 70 المنضوية تحت لواءها بجميع أنحاء المملكة.
وأضاف أن "جمعية أكادير لقليعة بدورها لم تتوصل بأي خبر وفيات أو تسممات في المنطقة، بالتالي يمكن الحسم بأن الأخبار المتداولة في الموضوع غير صحيحة و نعتبرها عبثا ومسا بمنتوج فلاحي موسمي ذو أهمية بالغة في الجانب الغدائي".