واستعرضت بوشارب، خلال لقاء تحت شعار "التحديات الجديدة لإنعاش قطاع التعمير والإسكان في مواجهة الأزمة الصحية كوفيد -19"، منظم بتعاون بين الوزارة وجامعة عبد المالك السعدي، مختلف التدابير التي اتخذتها الوزارة منذ بداية الجائحة للمحافظة على صمود القطاع، في إطار المجهود الوطني التضامني الكبير.
وأشارت نزهة بوشارب إلى أن قطاع الإسكان والتعمير تمكن من تسجيل نتائج جيدة بالرغم من التأثير السلبي للجائحة، منوهة بأن القطاع استطاع الاستمرار في الاشتغال في فترة الحجر الصحي بفضل تطوير سلسلة القيمة واعتماد الطابع اللامادي للمعاملات وتشجيع الطلب، وكذا الحفاظ على مناصب الشغل وانخراط مهنيي القطاع في الدينامية التضامنية.
وتوقفت الوزيرة في هذا الصدد عند التدبير الذكي للمغرب، بفضل القيادة الحكيمة للملك محمد السادس، للأزمة الصحية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد، مشيرة إلى أهمية استثمار البحث العلمي والابتكار واعتماد برامج واستراتيجيات تقوم على الاستشراف والتخطيط الترابي، بهدف تحديد الحاجات الحقيقية وتقليص التفاوتات المجالية وتسريع الإنعاش الاقتصادي.
وقالت نزهة بوشارب "لقد تم بالفعل إطلاق الدينامية الجديدة، يكفي فقط الانخراط فيها"، مبرزة ضرورة الحفاظ على المكتسبات والانخراط بفعالية في هذه الدينامية، التي يتعين أن تقوم على فعالية المبادرات وتشجيع السيادة الاقتصادية، خاصة في مجال صنع المنتجات الأساسية، والتي يتعين إعادة التفكير فيها على المستوى الجهوي.
كما أشارت الوزيرة إلى المؤهلات التي تزخر بها جهة طنجة-تطوان-الحسيمة خاصة على مستوى مواردها البشرية المؤهلة وثرواتها البحرية وتنوعها الإحيائي وموقعها كقطب صناعي، داعية إلى استثمار هذه المؤهلات عبر تنشيط الاقتصاد الأزرق، ودعم قطبي طنجة الكبرى وتطوان الكبرى باعتبارهما قاطرتين للتنمية في سياق العولمة، عبر تحسين وظائفهما وتعزيز قدراتهما التنافسية مع إرساء نظام حكاماتي يتوافق مع خصوصياتهما، بما يحد من الفوارق الاجتماعية والتفاوتات المجالية.
وخلصت إلى أهمية الانخراط الكلي في هذه الدينامية الوطنية، وتهيئة الظروف الكفيلة بتشجيع الجهات الفاعلة على تجويد وتنويع سبل التكوين واعتماد التكنولوجيا وتعزيز البحث العلمي والابتكار لخدمة التنمية في المغرب.
من جهته، اعتبر رئيس جامعة عبد المالك السعدي، بوشتى المومني، أن هذا اللقاء يدخل في إطار سلسلة "ملتقيات الجامعة" ، التي تستضيف مجموعة من الأسماء المرموقة بهدف إنضاج تصورات متجددة للرهانات المستقبلية في مجالات مختلفة للمغرب الجديد، والمساهمة في ترسيخ قيم التميز وربط الرهانات العملية بالآفاق العلمية في علاقة تبادلية عميقة، في إطار السياسة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
كما توقف عند أهمية قطاع إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة بالنظر إلى بعده العرضاني ومساهمته في تنظيم وهيكلة كافة القطاعات، معتبرا أن الندوة مناسبة لملامسة كافة الإجراءات المتخذة والتحديات التي يواجهها القطاع في ظل جائحة كورونا.
وتميز اللقاء، الذي حضره على الخصوص أساتذة وطلبة باحثون ومتخصصون ومسؤولو وأطر مختلف الهيئات المعنية من القطاعين العام والخاص وفعاليات المجتمع المدني، بالتوقيع على اتفاقية شراكة بين الوزارة وجامعة عبد المالك السعدي، بهدف توفير إطار تعاقدي، يحفز على تبادل الخبرات والتجارب في الميادين ذات الاهتمام المشترك وإنجاز برامج مشتركة للارتقاء بالبحث العلمي والتكوين خدمة للتنمية المستدامة.