الزيارة التي كان مرفوقا فيها الوفد الوزاري بوالي جهة سوس-ماسة ورئيس الجهة وعامل إقليم تزنيت ومسؤولي الوزارتين، شملت واحة إيسي آيت منصور التي يبلغ عدد سكانها 2500 نسمة وتغطي 140 هكتار، المعروفة بإمكانياتها السياحية الفلاحية الهائلة، وبخبرات ساكنتها العريقة.
وأوضح عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، في تصريح لـLe360، أن الواحة التي كانت تعاني من وضع متدهور من حيث بنيتها التحتية ومواردها، رصد لها غلاف مالي إجمالي يبلغ 167 مليون درهم، مشيرا إلى أن المشروع يتكون من 4 مكونات مرتبطة بالترويج السياحي من خلال تهيئة المسارات والمحاور، تأهيل المؤسسات الموجودة وإحداث بنيات جديدة لاستقبال السياح في الواحة، وإجراءات أخرى لإنعاش السياحة ودعم الشباب النشيطين في منطقة الواحة.
كما يهم البرنامج، يقول أخنوش، تأهيل الواحة من حيث التهيئة الهيدروفلاحية والعقار وتنقية الأعشاش وصيانة النخيل ودعم النسيج التعاوني الفلاحي، وحمايتها من الفيضانات من خلال عمليات تهيئة محددة وكذا تدبير تنظيف الصرف والسيول، فضلا عن تحسين الطريق الرئيسي داخل الواحة.
وأضاف المتحدث أن أشغال التهيئة الهيدروفلاحية لتأهيل الدوائر السقوية الصغيرة والمتوسطة لواحة آيت منصور رُصد لها استثمار مالي يقدر بحوالي 5,10 مليون درهم، بهدف تحسين كفاءة شبكات الري وحماية الأراضي الفلاحية والمنشآت المائية بالمنطقة، ويتعلق الأمر ببناء وتكسية شبكة الري "سواقي" التي تزيد مساحتها عن 10000 مل، وبناء وإصلاح لـ10 صهاريج لتجميع مياه الري بالإضافة إلى استجماع والمحافظة على 10 عيون مياه، كما ستستفيد من مشروع تطوير مقاومة الانجراف بالواحة، الممتد على مساحة 325 هكتار وبتكلفة إجمالية قدرها 5.39 مليون درهم، دواوير أفيلال وكدورت وأكرض نيملالت.
أما مشروع المحافظة على الأراضي الفلاحية والمنشآت المائية على ضفاف واحة آيت منصور، فقد أكد الوزير أن التكلفة المالية تقدر بـ22,5 مليون درهم، ويشمل المحافظة على الأراضي الفلاحية والأجزاء المتدهورة على مستوى ضفاف الواحة بالحماية الميكانيكية (المتاريس الحجرية) وكذلك إصلاح منحدرات الوديان ضد الانجراف المائي وحماية المنشآت المائية.
أما المشروع الكبير لتأهيل واحة آيت منصور، يورد أخنوش، فيتضمن التنمية السياحية لموقع "تلات إيسي" الذي تشرف عليه شركة التنمية السياحية الجهوية بسوس ماسة وكذلك المدرسة الحقلية الخاصة بإنتاج الخضر البيولوجية والنباتات العطرية والطبية عبر منهجية الملقحات البرية المثبتة على مستوى "دوار تلات"- الجماعة الترابية لـ"أفلا إغير"، في وقت بلغت ميزانية تدخلات المدرسة الحقلية منذ سنة 2020، 54,260 درهم، وتهدف إلى المحافظة على ملقحات التنوع البيولوجي ومواجهة التغيرات المناخية والرفع من الإنتاجية ودخل الفلاحين.
وقام الوفد بزيارة الأراضي الفلاحية التي تستغلها التعاونيات الخدماتية واطلع على عمليات تنقية الواحة وتثمين مخلفات النخيل وتحويلها إلى سماد حيوي، كما استفاد النسيج التعاوني الفلاحي بواحة آيت منصور من دعم مالي يقدر بـ2 مليون درهم لمواكبة مختلف التدخلات المبرمجة، ولا سيما التكوين والتحسيس، وإنشاء المدرسة الحقلية، واقتناء المعدات والتجهيزات الفلاحية لتنقية الأعشاش وصيانة النخيل أو دعم وتجهيز التعاونيات الخدماتية.
وعلى هامش هذه الزيارة، تم التوقيع على عدة اتفاقيات تهم تطوير التعاونيات الخدماتية، ويتعلق الأمر باتفاقية بين الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر اﻷركان وخمسة تعاونيات خدماتية، واتفاقية خاصة تتعلق بدعم إحداث التعاونيات الخدماتية بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ووزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي.
وشهدت نهاية الزيارة توزيع مجموعة من المعدات لمكافحة الحرائق والأفران المطورة والمناحل.
جدير بالذكر أن بداية الزيارة شهدت تدشين مسالك قروية ستمكن من فك العزلة عن دوار أييغد، عبر ربطه بالطريق الإقليمية 1900 على طول 2 كلم وبتكلفة إجمالية قدرها 2,49 مليون درهم.