وتتوفر هذه المنطقة، التي تشتهر بمضايقها المستقطبة لهواة رياضة تسلق الجبال الذين يجهزون أنفسهم بالمعدات اللازمة، على إمكانيات كبيرة في مجال التسلق الرياضي الذي لا يتم استغلاله بالشكل الأمثل في الميدان السياحي.
ومن شأن الترويج لهذه الممارسة الرياضية وتطويرها أن يكون لهما تأثير إيجابي في التسويق السياحي لهذه المنطقة المنتمية لإقليم تنغير، من خلال استقطاب محبي تسلق الجبال والمغامرة القادمين من مختلف بلدان العالم.
وإذا كان رواد رياضة تسلق الجبال، خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، في مضايق تودغى أغلبهم من الأجانب، لاسيما من فرنسا وهولندا، فإن المتسلقين المغاربة حملوا المشعل وجعلوا هذه الممارسة مصدر دخل لهم، محاولين تطويرها على المستوى المحلي.
ويتعلق الأمر، على الخصوص، بأعضاء من جمعية "إسكاديفيرس" لرياضة تسلق الجبال الذين يزاولون التسلق في مضايق تودغى كممارسة رياضية ولجعل الإقليم أكثر جاذبية من الناحية السياحية باعتباره يتوفر على مناظر طبيعية وجبال رائعة تحظى بالإقبال من قبل عشاق المغامرة والاكتشاف والفضاءات المفتوحة والفسيحة.
وتطمح الجمعية، التي تضم في عضويتها نحو 60 شخصا، إلى أن تكون قادرة على تمكين أعضائها من كسب مدخول جيد من هذا النوع من السياحة، والمساهمة في الحد من هجرة الشباب إلى مناطق أخرى من المغرب، وكذا التحسيس بأهمية الحفاظ على البيئة.
وفي هذا الصدد، قال ميمون كوالي، أحد مدربي رياضة تسلق الجبال ورئيس الجمعية، إن مضايق تودغى غنية بمسالك التسلق المتعددة التي تحظى بشعبية كبيرة لدى السياح الأجانب الباحثين عن الإثارة والعاشقين للمغامرة.
وأكد كوالي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه بدأ رياضة تسلق الجبال منذ نحو 25 سنة بالقرب من قرية أملاكو (إقليم الرشيدية)، وذلك قبل أن يصبح مدربا يرافق السياح الأجانب الذين يأتون لاكتشاف التسلق في العديد من مواقع المنطقة.
وأشار إلى أنه أسس هذه الجمعية في سنة 2015 بهدف الترويج لهذه الممارسة الرياضية بين الشباب، وتمكين محبي المغامرة من اكتشاف التنوع الطبيعي لهذه المنطقة الزاخرة بالصخور والمنحدرات والجبال.
وأكد بطل المغرب في رياضة تسلق الجبال أن السياح الأجانب من مختلف الجنسيات هم الزائرون الرئيسيون الذين يأتون لممارسة التسلق في مضيق تودغى، مشيرا إلى أن المغاربة أصبحوا يهتمون بشكل ملحوظ بهذا المجال خلال السنوات الأخيرة.
وأبرز أن عدد السياح المغاربة الذين يأتون إلى هذه المنطقة يتزايد يوما بعد يوم من أجل خوض تجربة المغامرة الرياضية في قلب الطبيعة، مضيفا أنه لوحظ ارتفاع عددهم مع جائحة فيروس كورونا الجديد.
وقال كوالي إن جائحة كوفيد-19 كان لها تأثير سلبي على المجال السياحي في مضايق تودغى، لاسيما أنه يعتمد بشكل أساسي على السياح الأجانب.
وأكد أنه رغم كون تسلق الجبال رياضة محفوفة بالمخاطر، إلا أنها ليست خطيرة عند ممارستها في ظل الالتزام الصارم بشروط السلامة اللازمة واستعمال المعدات المناسبة، ضمنها الحبال وروابطها والأحذية والقفازات، مشيرا إلى أنه ينبغي أن يكون المتسلق حذرا في كل الأوقات.
وأشار كوالي إلى أن هناك عدة أنواع من التسلق التي تعتمد، بشكل عام، على طبيعة التضاريس وطريقة صعود الجبال ومستوى المعدات المستخدمة.
وتظل رياضة تسلق الجبال في مضايق تودغى من الأنشطة المتكيفة مع المناطق الطبيعية بالمنطقة والتي يمكن أن تساهم بشكل كبير في تعزيز السياحة الجبلية المستدامة في جهة درعة-تافيلالت.