ويبذل هؤلاء المهنيون جهودا لإنعاش نشاطهم في مواجهة أزمة فيروس كورونا المتواصلة والتي فرضت تعزيزا لاجراءات حالة الطوارئ الصحية والعودة إلى الإجراءات الاحترازية الصارمة التي تقررت ابتداء من الساعة التاسعة ليلا من يوم 23 دجنبر الجاري.
وتشمل هذه الإجراءات على الخصوص إغلاق المطاعم والمقاهي والمتاجر والمحلات التجارية الكبرى في الساعة 8 مساء، وحظر التنقل الليلي على الصعيد الوطني، يوميا من الساعة التاسعة ليلا إلى الساعة السادسة صباحا، باستثناء الحالات الخاصة، و منع الحفلات والتجمعات العامة أو الخاصة، والإغلاق الكلي للمطاعم، طيلة 3 أسابيع، بكل من الدار البيضاء ومراكش وأكادير وطنجة، حيث اعتبرت هذه التدابير من بين الإكراهات التي واجهها الفاعلون في القطاع السياحي الذين عملوا على إطلاق برامج سياحية بهذه المدن باعتبارها وجهات مفضلة لدى السياح المغاربة والأجانب.
وأعرب فوزي الزمراني، نائب رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة، عن أسفه بالقول: "للأسف، في ظل عودة ظهور حالات الإصابة بكوفيد-19 في الأسواق المصدرة للسياحة والقيود المرتبطة بالتنقل داخل المملكة، فقد خاب أمل المهنيين بالقطاع السياحي".
وأضاف أن هؤلاء المهنيين كانت تحدوهم آمال كبيرة في نهاية السنة وقد استعدوا لذلك، خاصة في ما يتعلق بالإجراءات الصحية الملائمة لاستقبال الزوار وقضاء أوقات ممتعة.
وقال الزمراني: "لكن علينا أن نبرر هذا الأمر ونؤجله، وفق برمجة عملية التلقيح. حيث سنتمكن من استعادة الثقة وإمكانية استئناف النشاط السياحي".
وذكر أنه من المتوقع أن يكون هناك انتعاش في الطلب، بالنظر إلى الرغبة الكبيرة لدى السياح في السفر بعدما عرفت السياحة ركودا منذ مارس الماضي بسبب الجائحة، مشيرا إلى أن الرغبة في السفر ستكون كبيرة جدا.
وشدد نائب رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة، في هذا السياق، على أنه يتعين "على المغرب الاستعداد لهذه المرحلة من الآن وتحديد تاريخ 2 أبريل 2021 كموعد محتمل لفتح سمائنا أمام شركات الطيران". داعيا إلى الإعلان عن هذا القرار في أسرع وقت ممكن وإعطاء رؤية واضحة للمهنيين من أجل الاستعداد.
وبخصوص وجهة الداخلة، سجل الزمراني أن هذه الجهة تبدو آمنة من الوباء، ويرجع ذلك بالأساس إلى الإجراءات الوقائية التي تم اتخاذها، وخاصة عمليات الكشف عن الوباء لكل الوافدين منذ ظهور كوفيد-19.
وتابع أن هذه الوجهة تتوفر على مستقبل سياحي واعد، وتستحق المحافظة عليها من كل تجاوزات وخاصة السياحة الجماعية.
وخلص إلى أن "المستجدات المفرحة المتعلقة باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية وافتتاح العديد من القنصليات بها، سيجعلها في المستقبل القريب وجهة مفضلة لسياحة مستدامة تحترم البيئة".
وإذا كان اليأس قد دب في نفوس المهنيين بعد الإجراءات الاحترازية الأخيرة التي اتخذتها الحكومة. فإن التوقعات تشير، مع ذلك، إلى أن السنة المقبلة ستكون مشرقة، خاصة مع ظهور لقاح فيروس كورونا. وكذا عقد البرنامج لإنعاش القطاع السياحي والذي يغطي الفترة 2020-2022 الموقع في غشت الماضي بهدف دعم وإعادة إنعاش القطاع في مرحلة ما بعد كوفيد-19.
ويتضمن هذا البرنامج التعاقدي سلسلة من التدابير الرامية إلى دعم هذا القطاع الأساسي في الاقتصاد الوطني، من أجل إعطائه دفعة قوية.