الواحة الوحيدة بإقليم سيدي إفني أصبحت تلقى شهرة واسعة على مستوى جهة كلميم-وادنون، وتستقطب السياح خاصة المغاربة، وأصبح هم الساكنة والفاعلين الجمعويين بالمنطقة والمهتمين بالمنظومات الواحية بالمغرب، النهوض بها والاهتمام بمؤهلاتها الاقتصادية والفلاحية والسياحية والثقافية.
وفي هذا الصدد، قال الحسان خريبت، باحث وفاعل جمعوي بالمنطقة، في تصريح لـLe360، إن الواحة المقدر عمرها بحوالي 8 قرون، تتميز بوفرة المياه وبقوة صبيبها على صعيد جهة كلميم-وادنون، وتعد الوحيدة التي يتأقلم فيها شجر الأركان مع مجموعة من المنتوجات الزراعية، إضافة إلى أرضها الخصبة التي تستغل في الزراعة العائلية، باعتبارها القاعدة الصلبة للمنظومة الواحية وشرطا من شروط الاستقرار.
وأضاف المتحدث أن الزراعات المعيشية المتنوعة، من خضر وفواكه وأشجار مثمرة، كانت ولا تزال تسد حاجيات الساكنة المحلية والقرى المجاورة محققة بذلك اكتفاء ذاتيا، مشيرا إلى أن الفلاحين يعتمدون على نظام ري تقليدي وعلى غرس منتوجات بيولوجية خالية من الأدوية والأسمدة، ما يجعلها تشتهر بها دون غيرها من واحات جهة كلميم-وادنون.
وفي الآونة الأخيرة، يورد خريبت، عرفت هذه الواحة تدهورا في أنظمتها الإيكولوجية بسبب مجموعة من الإكراهات والتحديات، من ضمنها الفيضانات التي تعرضت لها الواحة سنة 2014 و2018 ما انعكس سلبا على الساكنة والمنتوجات الفلاحية داخلها، وتراجع أدوارها التنموية.
أمام هذا الوضع، يقول رئيس جمعية الوفاق للتنمية والثقافة، أصبح ملحا تبني مقاربة تشاركية ترابية مندمجة ومستدامة مع فلاحي الواحة، يعيد لهذه الأخيرة أدوارها التنموية بتعبئة كافة المتدخلين والتدخل العاجل من طرف الجهات الوصية لمعالجة هذه الاختلالات لتحقيق التنمية المنشودة بالمنطقة.
ولتثمين أدوار هذه الواحة، نظمت الفعاليات الجمعوية بالمنطقة مؤتمرا وطنيا حول المنظومات الواحية تحت عنوان "الواقع ورهانات الاستدامة"، بهدف رد الاعتبار لهذا الموروث البيئي والإيكولوجي، وعقد مجموعة من الاتفاقيات مع الجمعيات المهتمة بالمجال، إضافة إلى نهج مقاربة تشاركية مع مختلف المتدخلين، يضيف المتحدث.
وأشار خريبت، إلى أن فعاليات المنطقة تستعد لعقد اتفاقية مع جمعية "دار سي أحمد" لتكوين فلاحي الواحة من أجل زراعة النباتات البيولوجية وتثمينها، بالإضافة إلى عقد شراكة مع مرصد الجنوب للدراسات والأبحاث والتنمية المستدامة لإنجاز مجموعة من الدراسات والتقارير حول الواحة، بغية رد الاعتبار لها.