ويندرج هذا المشروع، الذي وقع على اتفاقية التمويل المتعلقة به كل من الأمين العام للرابطة، أحمد عبادي، وسفير اليابان بالمغرب، تاكاشي شينوزوكا، والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية بالمغرب، إدوارد كريستو، في إطار الجهود التي تبذلها الرابطة المحمدية للعلماء بغية مكافحة خطاب الكراهية وتحسيس الشباب حول المخاطر المحتملة لاستخدام الإنترنت والشبكات الاجتماعية.
ويروم هذا المشروع، الذي خصص له غلاف مالي قدره 454 ألفا و545 دولار أمريكي، ممول بشكل كامل من طرف الحكومة اليابانية، (يروم) بالأساس إطلاق مبادرات رامية إلى تمنيع الشباب في مواجهة خطاب الكراهية. وقصد ضمان استدامة واستمرارية المشروع، سيكون للنتائج تأثير خاص على الشباب والمجتمع المغربي عموما.
ويتمحور المشروع، الذي يمتد على مدى سنة، حول أربعة أهداف رئيسية تشمل إجراء تشخيص للمخاطر المرتبطة بالمحتويات المتطرفة عبر الإنترنت يستهدف الشباب، ودعم الفاعلين الوطنيين في استعمال تكنولوجيا المعلومات والتواصل وكذا وسائل الإعلام للتصدي للتطرف العنيف وخطاب الكراهية، وتحسيس الشباب المغاربة عبر الشبكات الاجتماعية للنهوض بخطاب بديل، وكذا تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجال مكافحة التطرف العنيف عبر الإنترنت.
وفي كلمة بالمناسبة، قال عبادي إن هذا المشروع لا يهدف إلى حماية اليافعين والشباب من آفات التطرف العنيف فحسب، سواء على أرض الواقع أو في بعدها الرقمي، وإنما أيضا إلى تمنيعهم وتحصينهم ضد خطاب الكراهية من خلال مواكبتهم لاكتساب مهارة التأثير عبر الإنترنت لإلهام نظرائهم.
وأكد على أن هذا المشروع يندرج في إطار الاستدامة قصد مساعدة الشباب على اكتساب الأدوات والمهارات اللازمة لمكافحة التطرف بشتى أنواعه، مشددا على أن إنجاح هذا المشروع يتوقف بالأساس على إعداد محتوى جذاب وملفت للانتباه بالنسبة للشباب.
وأوضح عبادي، في هذا الصدد، أن الرابطة المحمدية للعلماء أطلقت عدة ألعاب تفاعلية على الإنترنت بهدف تعزيز السلم والوسطية ونبذ العنف والتطرف، وتشتغل حاليا على إعداد دليل للتأثير الافتراضي قصد مواكبة الشباب في اكتساب المهارات التي تؤهلهم ليكونوا مؤثرين جيدين في عالم الإنترنت.
وشدد على أن اليابان وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية لن يكونا مجرد ممولين ومواكبين للمشروع، بل سيكونان شريكين في المشروع من خلال الاستفادة من تجربة اليابان ومبادراتها المبتكرة في مجال مكافحة التطرف، وكذا خبرة برنامج الأمم المتحدة للتنمية وأدوات تقييمه، لإنجاح هذا المشروع وجعله مصدر إلهام للدول الأخرى في هذا المجال.
من جهته، أعرب شينوزوكا عن "فخره" بدعم حكومته لهذا المشروع الرابع من نوعه في المغرب الذي يروم التصدي للتطرف العنيف بين أوساط الشباب، منها ثلاثة مشاريع أطلقها برنامج الأمم المتحدة للتنمية ومشروع آخر أطلقته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).
واعتبر أن هذا المشروع يشكل أيضا "استجابة للاهتمام بتحصين المجتمع المغربي ضد التهديدات الإلكترونية التي تستهدف الشباب"، مضيفا أن "التطرف الديني المفضي إلى العنف يعد ظاهرة عالمية".
ومن خلال هذا التمويل، -يضيف السفير الياباني-، "ندعم الحكومة المغربية في مكافحتها لمخاطر التطرف عبر الإنترنت في صفوف الشباب، لا سيما من خلال التمنيع والتحسيس بالمخاطر التي قد يواجهونها على الإنترنت والشبكات الاجتماعية"، لافتا إلى أن "الشباب هم كنز الأمة ومستقبل البلاد، كما أكد على ذلك مرارا وتكرارا الملك محمد السادس".
وفي هذا الصدد، أشاد شينوزوكا بالاستراتيجية متعددة الأبعاد التي بلورها المغرب ضد التطرف على المستويات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مشيرا إلى أن "المقاربة الاستباقية التي تنتهجها المملكة ومبادرة إصلاح الحقل الديني، بتعليمات من الملك، تعكس إرادة أمير المؤمنين في ترسيخ إسلام وسطي ومعتدل، وذلك في ظل احترام الهوية الأصيلة للمملكة المغربية: بلد التعايش والتسامح والحوار".
من جانبه، أكد الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية بالمغرب، أن هذا المشروع يعد ثمرة عدة أشهر من العمل المشترك بين الرابطة المحمدية للعلماء، وسفارة اليابان بالمغرب، وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية بالمغرب، مبرزا أن الشركاء الثلاثة سيواصلون العمل بشكل وثيق ومشترك قصد التنزيل الأمثل لهذا المشروع.
وأوضح أن هذه الاتفاقية تتوخى دعم إنتاج وترويج مقاطع الفيديو عبر الشبكات الاجتماعية، مما سيشكل فرصة لتسليط الضوء على الخطابات البديلة، مشيرا إلى أن المشروع سيعتمد على تجربة الرابطة المحمدية للعلماء في هذا المجال، وسيضمن حضورا على الإنترنت عبر الشبكات الاجتماعية للرابطة وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية.
وأضاف إدوارد كريستو أن المشروع يروم أيضا تمكين مجموعة من الخبراء التابعين للرابطة من مقابلة خبراء يابانيين يشتغلون في مجال منع نشوب النزاعات والنهوض بالسلم، وكذا تنظيم ورشة عمل دولية بالمغرب حول الممارسات الفضلى في هذا المجال.