ومع مقدم "العيد الكبير"، تكثر عدد من "المهن الصغيرة" على مستوى مختلف الشوارع الرئيسية والفضاءات العمومية والأزقة وأسواق القرب المخصصة لبيع المواشي بالمدينة الحمراء، بهدف إتاحة الفرصة للأسر المراكشية للتموين على مقربة من محل سكناهم دون عناء التنقل. وهكذا، يؤثث التجار الموسميون، خاصة الشباب منهم، لمختلف فضاءات المدينة لعرض منتوجاتهم وسلعهم الموجهة للبيع، سيما تلك التي تعرف إقبالا كبيرا من قبيل أواني الطهي والفحم والعلف والطاجين والبصل وغيرها من المواد.
وبالنسبة لهؤلاء التجار الموسميين الصغار، فإن فترة عيد الأضحى تتيح فرصة سانحة لتحريك المداخيل والاستفادة من الرواج الذي يكون سائدا قبيل عيد الأضحى.
وإذا كانت هذه الأجواء تمثل بالنسبة للبعض، سيما أرباب الأسر ذات الدخل المتوسط أو الضعيف، تكاليف مادية إضافية لكنها ضرورية، فإنها تمثل بالمقابل، بالنسبة لآخرين "فرصة من ذهب" لتحقيق مداخيل تسهم ولو بشكل طفيف، في سد حاجيات ومتطلبات معيشهم اليومي.
وتبدو الأجواء الخاصة بعيد الأضحى التي تشهدها مدينة "سبعة رجال" على بعد أيام قليلة، محتشمة هذه السنة، ما جعلها ترخي بظلالها على المهن الموسمية، وذلك بسبب تخليد هذا العيد في سياق غير مسبوق يتسم بانتشار جائحة (كوفيد-19).
وأكد عدد من التجار، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن إقبال الأسر على التموين من الأواني المنزلية (طاجين، طنجية، سكاكين ومستلزمات الشواء ...) يظل بعيدا عن الانتظارات، في الوقت الذي لم يتبقى فيه إلا أيام معدودة لعيد الأضحى. وفي هذا الصدد، أشار خالد، شاب يبلغ من العمر 21 سنة، إلى أن "العيد هذه السنة مختلف تماما عن السنوات الماضية"، مؤكدا أن النشاط التجاري خلال هذه الفترة عرف انخفاضا ملحوظا. وأوضح أنه "بات من الصعب حاليا بيع ما تبقى من السلع"، مبرزا أن "تداعيات الأزمة الصحية الناجمة عن كوفيد-19 أثرت بشكل كبير على الطلب، وأدت إلى ضعف إقبال الأسر".
وتابع أن "هذه الوضعية غير المسبوقة دفعتنا إلى اقتناء كميات قليلة من السلع للحد من الخسائر المحتملة".
وفي نفس المنحى، أشار مصعب، وهو طالب دأب على الامتهان الموسمي لبيع منتوجات الفخار والفخم، أن الطلب "تراجع بشكل كبير" مقارنة مع السنوات الماضية، وذلك بسبب تداعيات جائحة (كوفيد-19) على الاقتصادات ومداخلي الأسر.
وتضرر النشاط التجاري الموسمي المتصل بهذا العيد الديني جراء الظرفية الحالية، ويرى عدد من التجار الموسميين، أن العيد هذه السنة سيكون بطعم مختلف بالنسبة للجميع، لكن السلامة الصحية للمواطنين تمر قبل كل شيء.
وفي ظل هذا السياق الاستثنائي، عمدت السلطات المختصة إلى اتخاذ سلسلة من التدابير التنظيمية لعملية الذبح في إطار مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، وضمان حسن سير هذا العيد في أفضل الظروف.
وفي هذا الإطار، ستسلم للجزارين المهنيين وللأشخاص الموسميين المزاولين لعملية الذبح بمناسبة عيد الأضحى، رخص من طرف السلطات المحلية، تؤهلهم لممارسة هذه الشعيرة الدينية، حيث سيخضع الأشخاص المؤهلون لذلك، مسبقا، لاختبارات الكشف عن فيروس كورونا (كوفيد -19)، بتنسيق مع السلطات الصحية المختصة.
كما سيتم تزويدهم بكافة الأدوات والمواد الكفيلة بضمان احترام الإجراءات الوقائية المعمول بها، من كمامات أو أقنعة واقية ومواد مضادة للفيروسات ومحاليل معقمة.٫