بؤرة جديدة لوباء كوفيد-19 تم اكتشافها في ثلاث شركات صناعية (Pretty Shoes, Cochazur, Shoes Diffusion) التابعة لعائلة لحلو، بحسب ما علم Le360 من مصادر طبية. فالشركات الثلاثة تعمل في صناعة الأحذية الموجهة للتصدير لفائدة العلامة التجارية الإيطالية Geox.
من بين 1000 عامل في هذه الشركات الثلاثة، تم اكتشاف أن 150 شخصا مصابا إصابة مؤكدة بكوفيد-19. وهذه الحصيلة تبقى مؤقتة على اعتبار أن التحليلات لم تهم إلا نصف العمال في هذه الشركات.
ويبدو أن ظهور هذه البؤرة نزل كقطعة ثلج باردة على الحكومة التي تكثف من الإجراءات لتشجيع الشركات على استئناف أنشطتها في أقرب وقت ممكن.
خلال مثوله قبل بضعة أيام أمام لجنة المالية في مجلس النواب، قال وزير الصناعة والتجارة، مولاي حفيظ العلمي، إن الرقابة التي تقوم بها لجنة مختلطة مكونة من ممثلين عن وزارة الصحة والداخلية والتشغيل والصناعة، ستتعزز لضمان الامتثال للمعايير الوقائية الجديدة التي تفرضها السلطات الصحية (ارتداء الأقنعة، واحترام مسافة التباعد الاجتماعي وغيرها من المعايير).
من الواضح أن مصانع الأحذية في سيدي البرنوصي لم تزرها لجنة المراقبة. وإلا كيف يمكن تفسير حقيقة ترك هذه الوحدات الصناعية الثلاث تعمل بثلاث أفواج على مدار اليوم في تجاهل تام لقواعد التباعد الاجتماعي التي يفرضها الوباء. والأدهى من ذلك، بحسب ما علمه Le360 أنه بعد توزيع الأقنعة الواقية في الأيام القليلة الأولى، طُلب من العمال أن يحصلوا عليها بأنفسهم. ونتيجة لذلك، كان العديد منهم يعملون بدون أقنعة واقية.
هل الوحدات في المنطقة الصناعية بسيدي البرنوصي مصرح لها بمواصلة العمل وكأن شيئا لم يحدث، أي تعمل في أوقات الوباء كما في الأوقات العادية؟ ومع ذلك، فإن الأحذية المصنعة في هذه المصانع ليست ذات طابع استراتيجي للبلاد، باستثناء أن منتجاتها موجهة بالأساس إلى توريد مجموعة العلامة التجارية الإيطالية (Geox) لموسم شتاء 2021.
تجدر الإشارة إلى أن بؤرة سيدي البرنوصي ظهرت بالقرب من تلك التي اكتشفت في منتصف أبريل على مستوى منطقة عين السبع الصناعية. بسبب عدد الإصابات المؤكدة في المصانع الثلاثة المذكورة، يمكن لهذه البؤرة الجديدة أن تضع موضع تساؤل جميع سيناريوهات رفع الحجر الصحي ويمثل ضربة للجهود الجماعية للحد من انتشار الفيروس.
كما يشكك في قدرة الحكومة على ضمان العودة إلى الحياة الطبيعية دون حدوث أضرار كبيرة، خاصة الأضرار البشرية. كما تسائل هذه البؤرة الهيئات المسؤولة على حماية العمال في أماكن العمل. لأن حياة إنسان، ويجب التذكير بذلك، تساوي أكثر بكثير من زوج من الأحذية التي لن يتم انتعالها إلا في شتاء 2021.