بالفيديو: تجار التمور يشكون تأثير كورونا على الرواج التجاري

Le360

في 23/04/2020 على الساعة 09:08

حركة هادئة داخل سوق «درب ميلان» أو «ميلة» كما يحلوا لسكان مدينة الدارالبيضاء تسميته. تجار يعرضون تمورا مغربية الجنسية وأخرى من دول عربية، لكن بضائعهم لا تشهد الإقبال المعهود كما في الماضي.

رواج تجاري أربكته جائحة كورونا

هدوء أقدم وأكبر سوق للتمور بالدارالبيضاء لا يكسره إلا صوت الشاحنات التي تراصت على جنبات شارع الحزام الكبير بـ«درب ميلان» لتفريغ حمولتها من التمور .شبان يقذفون بعلب التمر بينهم لتجد مكانها داخل المحل التجاري أو على ناصيته.

حاج عبد الله المنصوري، زاكوري أصيل وتاجر بدرب «ميلة» منذ أزيد من ربع قرن، يقول إن فيروس كورونا غير ملامح السوق وجثم على أنفاس التجار فالبضاعة موجودة ولكن المشترون لا يتقاطرون كثيرا على السوق، ويؤكد «نعيش وضعية صعبة لم نعهدها من قبل».

السلع متوفرة بمختلف الأسعار وفي هذه الفترة التي تسبق شهر رمضان، عادة ما يكون الإقبال متزايدا على التمور، لكن فيروس كورونا، يردف الحاج المنصوري، أثر على الرواج التجاري. "نسأل الله العافية"، قال ذلك وهو يرفع أكفه إلى السماء تضرعا لله حتى يرفع عنا البلاء.

التمور الأجنبية تزاحم الإنتاج الوطني

وأنت تتجول داخل السوق تلفت انتباهك تمور اجتاحت السوق وهي تمور شدت الرحال من بعض الدول العربية، كدولة تونس والجزائر ومصر وحتى دولة الإمارات العربية. فأمام تزايد الطلب على التمور أصبح الإنتاج المغربي من التمور لا يغطي احتياجات السوق الوطنية.

يرى التاجر محمد، أن قطاع زراعة التمر يتطلب صبرا فالنخلة تحتاج إلى ما لا يقل عن 3 سنوات للتمكن من جني الغلة الأولى، وأمام تجاوز الطلب للعرض والإنتاج يلجأ التجار إلى استيراد التمور الأجنبية التي وجدت لها موطأ قدم السوق المغربية.

يعرض التجار التمور الأجنبية والمغربية على واجهة محالاتهم، غير أن اللافت هو أن التمور الأجنبية تتواجد بشكل مهم في السوق، فيما أسعارها تختلف باختلاف الجودة والبلد الأم، إذ يصل سعر التمور التونسية مابين 30 و40 درهما للكيلوغرام، والجزائرية ما بين 45 و48 درهما للنوع الجيد ومابين 30 و40 درهما للنوع العادي، أما التمور الإماراتية فيتراوح سعرها مابين 18 و35درهما، فيما التمور المصرية يبلغ سعرها مابين 18 و22درهما للكيلوغرام.

والتمور المغربية تحفظ مكانتها وسط منافسة التمور الأجنبية، فالتجار يؤكدون أن الزبون المغربي يفضل اقتناء التمور المغربية. داخل المحلات التجارية تستوقفك أشهر التمور القادمة من الجنوب، من «بوفقوس»، و«بوستحمي»، و«الجيهل» و«بوسكري».

ثمن تمر «الجيهل» يتراوح بين 15 و30 درهما للكيلوغرام، و«بوفقوس» يتراوح ثمنه ما بين 60 و70 درهما بحسب أنواعه.

وتختلف أسعار التمور حسب أنواعها وجودتها، حيث هناك تمور من النوع الجيد، كتمر «المجهول» الذي يصل سعره إلى 140 درهما للكيلوغرام.

وتشير المعطيات إلى حدود أكتوبر 2019، أن إنتاج التمور، بلغ ما يقارب 100 وعشرة آلاف طن في المغرب، بحسب ما أكده محمد بلحسن رئيس الفيدرالية الوطنية لمنتجي التمور، مضيفا أن السنوات المقبلة ستشهد زيادة في الإنتاج بالنظر إلى تزايد رقعة مناطق الزراعة بمنطقة بوذنيب وكذا إسهام المخطط الأخضر في الزيادة الإنتاج من خلال تجديد طرق الري والسقي وتعزيز البحث العلمي في هذه الزراعة.

معطيات وأرقام

حافظ المغرب على الرتبة 12 عالميا، بين الدول المنتجة للتمور، بمتوسط إنتاج بلغ 117 ألف طن بين 2015 و2018.

وكشفت معطيات رسمية، أنه ينتظر أن يصل الإنتاج خلال الموسم الفلاحي 2019-2020، إلى 143 ألف طن (بارتفاع بـ41.3 في المائة مقارنة مع 2018-2019)، كما من المتوقع أن تتطور هذه المؤشرات سنة 2022، مع دخول جميع أشجار النخيل دورة الإنتاج.

ويساهم قطاع نخيل التمور، في الوقت الحالي بنسبة 60 في المائة من تكوين الدخل الفلاحي للواحات، محققا رقم مبيعات سنوي يصل إلى ملياري درهم، ويوفر 3.6 ملايين يوم عمل في السنة لأكثر من مليوني نسمة.

ويعرف الرصيد الوطني من قطاع التمر، تطورا ملحوظا على مستوى المساحات المزروعة، إذ بلغ هذه السنة 61 ألف هكتار، مقابل 48 ألف هكتار سنة 2010.

يشار إلى أن مخطط المغرب الأخضر، ساهم في خلق تعاونيات بهدف تأطير صغار الفلاحين في الواحات، إذ تم الانتقال من 1128 تعاونية عند انطلاق المخطط الأخضر في 2008 إلى حوالي 5000 تعاونية في الوقت الحالي. 

تصوير وتوضيب: سعيد بوشريط

تحرير من طرف فاطمة الكرزابي
في 23/04/2020 على الساعة 09:08