فن " الآبسيكلين ".. حينما تصبح إعادة التدوير منبعا خصبا لفرص الشغل

DR

في 07/04/2020 على الساعة 21:30

يحمل الاقتصاد الدائري المبني على طريقة ابتكارية، كالذي تعتمده العلامة المغربية "كون"، بين طياته قصة نجاح في التعاطي مع فن (الآبسيكلين / L'upcycling)، وهو مفهوم جديد تتقاطع فيه الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية، والذي يعد منبعا خصبا لفرص الشغل، خاصة بالنسبة للشباب الذين يوجدون في وضعية هشاشة.

وعلى خلاف عملية التدوير العادية، فإن عملية التدوير التي تتم ضمن "الآبسيكلين" تقتضي تحويل مواد بسيطة إلى منتجات وتصاميم ومواد ذات قيمة أكبر، حيث يتم تحويل الورق ومغالق الزجاجات أو علب البلاستيك أو أشرطة الفيديو أو حتى الأقمشة، من أجل إعادة إنتاج وتصميم قطع وأعمال فريدة وجذابة.

هذه العملية برمتها، التي تتمخض عنها أواني ذات ألوان زاهية ومختلفة، وأثاث، وزخارف وجداريات، ومحافظ، وحقائب، حقائب الظهر، هي من بين التحف والأشكال العديدة التي تنتج عن عملية (الآبسيكلين / L'upcycling) في مختلف الورشات التابعة لعلامة "كون"، التي تم إنشاؤها من قبل (Ressourc'In)، وهي مقاولة اجتماعية مغربية للإدماج تأسست بمبادرة الجمعية المغربية الإكرام - مؤسسة فاليان.

وقد تم تجهيز ورشات "كون" بمختلف المعدات التي تمكن من تحويل الأشياء الخاضعة لعملية التدوير، منها آلة مخصصة لطحن المواد (الورق المقوى والبلاستيك والنسيج وغيرها)، مع الاعتماد على خبرات وإبداع والتزام شباب (إناث وذكور) يشتغلون بهذه الورشات، والذين يعشقون هذه المهنة التي تجمع بين الأبعاد، البيئية والاجتماعية والاقتصادية.

فلا شيء يتحرك بالصدفة ضمن أنشطة "كون"، حيث استفاد هؤلاء الشباب من تكوين تقني وتداريب تطبيقية وعملية، وذلك قبل الاحتفاظ بهم نهائيا ومواكبتهم، وصولا إلى إدماجهم.

وقالت ندى الديوري، المكلفة بمهمة لدى مؤسسة فاليان، والمكلفة بتسيير"كون ماروك"، إن "علامتنا توفر فرصا اقتصادية، فضلا عن كونها منبعا لفرص الشغل بالنسبة للشباب في وضعية هشاشة. فمن خلال المواكبة المهنية والاجتماعية، نمكنهم من فرصة ثانية لربح حياتهم الاجتماعية".

وتابعت أن الأمر يتعلق بطريقة جديدة ذات طابع ابتكاري لإدماج الشباب، مشيرة إلى أن هؤلاء الشباب يلامسون في نفس الوقت حرف الصناعة التقليدية، والإبداع وإعادة التدوير.

وأشارت إلى أنه قبل العمل المنجز على مستوى الورشات، يتم وضع منظومة متكاملة لجمع النفايات من الشركات وحتى من بعض المؤسسات العامة.

وحسب الديوري، فإن "كون لديها شركاء من القطاعين العام والخاص في جميع أنحاء الدار البيضاء، نجمع منهم النفايات المفرزة بسياراتنا الخاصة"، لافتة إلى أن هذه العملية تتم وفق جدول زمني مضبوط

علاوة على ذلك، تواصل هذه العلامة تنفيذ إجراءات التوعية لدى شركائها بشأن الفرز الانتقائي من المصدر. وبمجرد استلامها، يتم تسلم النفايات من قبل مسؤولي الورشات من أجل معالجتها.

ففي ورشة البلاستيك، تضيف الديوري: "نستخدم علب الغسيل وأغطية الزجاجات المصنوعة من نوع خاص من البلاستيك، موضحة أن البلاستيك يتم استخدامه بعد طحنه".

وتابعت أنه على مستوى ورشة أخرى: "نقوم بتقطيع الورق والكرتون لمعالجتهما بشكل منفصل، كي يأخذا ألوانا مختلفة. وعلى صعيد ورشة النسيج، كما قالت: "نقوم بجمع الورق والبلاستيك والنسيج الذي يتم معالجته وقطعه، بحيث يمكن استخدامه في عملية النسج".

وبعد ذلك يتم استخدام هذه المواد في عمليات الدمج مع أنواع أخرى من المواد مثل الجلد والجينز، في محاولة لإنتاج حقائب وأزياء فريدة من نوعها.

ولم يفت الديوري، التي انخرطت منذ عدة سنوات في قطاع التنمية البشرية والاجتماعية، التعبير عن فخرها برؤية المغرب يتجه أكثر نحو المهن الخضراء وإعادة التدوير.

كما شددت على ضرورة النهوض أكثر بالتوجه المتعلق بالحفاظ على البيئة بالنسبة للجميع، وليس فقط بالنسبة للشركات والدولة.

ولفتت إلى أن اليوم العالمي لإعادة التدوير، الذي يحتفل به في 18 مارس من كل عام، هو مناسبة للقيام بأعمال التوعية في هذا الاتجاه.

تحرير من طرف Le360 مع و.م.ع
في 07/04/2020 على الساعة 21:30