وحسب ما أفاد به بلاغ صادر عن "ليدك"، فإن هذه الزيارة جاءت على هامش انعقاد الدورة الثالثة لمنتدى الصحافيات الإفريقيات، الذي تنظمه القناة الثانية بالدار البيضاء حول موضوع «الاستعجالية المناخية، الوسائل الإعلامية الإفريقية فاعل رئيسي بالتغير المناخي».
وتندرج هذه الزيارة الاستطلاعية في إطار الورشة الثانية «التدبير المعقلن للموارد المائية» التي تنعقد ضمن فعاليات منتدى «ليبانافريكان».
وبعد الاستقبال الذي خصصته مؤسسة "ليدك" لأعمال الرعاية للوفد الإعلامي للصحافيات الإفريقيات، تم تقديم شروحات تفصيلية حول هذه المحطة الأولى من نوعها في المغرب (وفي شمال إفريقيا) التي تستعمل تكنولوجيا التصفية بالأغشية، والتي دشنها الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند في 3 أبريل 2013.
وخلال هذه الزيارة، اطلعت الصحافيات الإفريقيات على خصائص هذه المنشأة التكنولوجية والبيئية المتقدمة، التي تم إنجازها في إطار المخطط المديري لمحاربة التلوث بولاية الجهة، بحيث تمكن التكنولوجيا الابتكارية المعتمدة فيها من إعادة استعمال المياه العادمة، بعد معالجتها، لأغراض السقي الزراعي. كما تهدف المحطة إلى حماية واد حصار من نفايات المياه العادمة لمديونة إضافة إلى مساهمتها في المحافظة على الموارد المائية بالمنطقة.
وقد تم تصميم محطة معالجة المياه العادمة لمديونة من أجل ما يعادل 40.000 من السكان، مع إمكانية أن يصل هذا الحجم مستقبلا إلى 80.000 من السكان، و تتميز بقدرتها على معالجة 3.800 متر مكعب من المياه العادمة في اليوم، وهو مشروع بلغت كلفة استثماره 141 مليون درهم.
ومن أجل تجنب أي إزعاج للمجاورين، اعتمدت "ليدك" نظاما لإزالة الروائح، بحيث تتم عمليات المعالجة الأولية وتجفيف الأوحال داخل بناية مغطاة.
هكذا، وباعتبارها فاعلا محوريا في الدار البيضاء الكبرى من خلال طبيعة مهنها وترسخها المجالي، تدرج "ليدك" التنمية المستدامة في صلب أعمالها. و في هذا الإطار، يحرص المفوض له بالدار البيضاء على أن تكون الأعمال التي يقوم بها محترمة للبيئة، وفي الوقت نفسه، مسؤولة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي. والغاية المشتركة هي تقديم خدمات أساسية للمساهمة في تحسين إطار العيش.
وباعتبار التزام "ليدك" موجها لفائدة التدبير المستدام للموارد الطبيعية، فهي تقوم باستمرار بمحاربة ضياع الموارد وتحرص على تأمين تزويد الماء الشروب، بحيث تمكنت مصالحها سنة 2019، على سبيل المثال، من اكتشاف وإصلاح حوالي 15.000 تسرب في إيصالات وعدادات الزبناء وحوالي 1.300 تسرب في القنوات.
وبفضل تكنولوجيات مبتكرة لكشف وإصلاح تسربات الماء، تمكنت الدار البيضاء من اقتصاد ما يعادل 53 مليون متر مكعب سنة 2019 مقارنة مع سنة 1997، و هو ما يعادل الحجم السنوي الضروري لما يفوق مليون نسمة.
وتتميز محطة تصفية المياه العادمة لمديونة بالفضاء التجريبي للزراعة الحضرية الذي تم إنشاؤه داخلها على مساحة 1.600 متر مربع، وذلك بفضل شراكة بين مؤسسة "ليدك" لأعمال الرعاية و جمعية البحث - العمل للتنمية المستدامة، و هو ثمرة تعاون ناجح متعدد الفاعلين، وذلك بفضل دعم مختلف الجمعيات والفعاليات الجامعية.
ويستفيد هذا الفضاء من السقي بالمياه العادمة المصفاة في محطة مديونة، بحيث يضم 7 مناطق زراعية (بستان خضراوات، غابة أغراس غذائية مع أشجار مثمرة، نباتات عطرية...) تشمل مشتلا وكذا منطقة للتنوع البيولوجي وفضاء للتسميد. مع الإشارة إلى أن الفضاء التجريبي للزراعة الحضرية حاز سنة 2018 على جائزة الحسن الثاني للبيئة في فئة «مبادرات المقاولات».
هكذا، فمن خلال هذا المشروع، تطمح "ليدك" ومؤسستها لأعمال الرعاية إلى تطوير حقل تجريبي للزراعة الحضرية والبيولوجية، وإبراز إمكانية إعادة استعمال المياه المصفاة للاستعمال الزراعي، و في الأخير للمساهمة في تحسيس الأطراف المعنية بأهمية حماية البيئة (التلاميذ، الطلبة، المجاورين، الجمعيات، الفلاحين، المنتخبين...).