وخلال هذا اللقاء، أبرزت نزهة بوشارب العناية الخاصة التي يوليها الملك محمد السادس لتثمين مختلف مكونات التراث المادي واللامادي للمملكة، والذي تشكل المدن العتيقة والقصور والقصبات إحدى مكوناته الرئيسية.
كما أبرزت وزيرة الإسكان والتعمير الأهمية التي تكتسيها هذه الأنسجة كرافعة للتنمية المجالية خاصة، وأن المغرب يعيش اليوم مجموعة من التحولات تروم إرساء قواعد الجهوية المتقدمة وكذا بلورة نموذج تنموي جديد غايته التقليص من الفوارق المجالية والاجتماعية بكل أبعادها مع الحرص على التقائية السياسات العمومية وأنسنتها.
واختتمت بوشارب كلمتها بالتأكيد على أن برنامج التثمين المستدام للقصور والقصبات الذي يتم تنفيذه بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالمغرب يعتبر تجربة نموذجية رائدة من حيث اندماجية أهدافها وتشاركية مقاربتها المرسومة من حيث انخراطها بشكل كلي في أهداف التنمية المستدامة حيث "لا أحد ولا مكان في الخلف".
كما أكدت أن حضور فعاليات هذا المنتدى العالمي يشكل مناسبة لاقتسام هذه التجربة مع مختلف الفاعلين المعنيين بمختلف الجوانب المتعلقة بتثمين هذا الموروث الوطني والعالمي في أفق إغناء هذه التجربة، خصوصا وأن الوزارة اليوم بصدد بلورة استراتيجية مندمجة للتثمين المستدام للقصور والقصبات في أفق سنة 2025 وفق مقاربة تشاركية وبناء على تقييم موضوعي للتجارب السابقة في هذا المجال.
خلص اللقاء إلى أن تثمين القصور والقصبات وكذا الرفع من جاذبية مجالاتها يستدعي مقاربة شمولية تهم المجال الواحي الذي يعتبر الامتداد الطبيعي لها، إذ لا يمكن عزل هذه الأنسجة عن محيطها الذي يشكل مجال توسع أنشطتها الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي فإن النظرة الاستشرافية تستلزم شمولية المقاربة والمعالجة.