وأوضح القباج، الذي كان يتحدث ضمن ندوة صحفية خصصت لاستعراض إنجازات الكونفدرالية وكذا خارطة الطريق الخاصة للترويج للقطاع، أنه "خلال السنوات الخمس الأخيرة، سجلت الصناعة السياحية بالمغرب معدل نمو في المتوسط بـ6 في المئة مقابل 4 في المئة على الصعيد العالمي".
وأضاف أن المملكة سجلت، نهاية 2019، حوالي 12,9 مليون سائح، بزيادة تفوق 5,2 في المئة مقارنة مع سنة 2018، مبرزا أن القطاع السياحي يضم 750 ألف منصب شغل ويمثل 7 في المئة من الناتج الداخلي الخام و80 مليار درهم من الموارد السياحية و29 في المئة من صادرات الخدمات.
وأشار القباج إلى أن هذا القطاع يتسم بأفقية تساهم في ازدهار قطاعات اقتصادية أخرى من قبيل البناء والفلاحة والصناعات الغذائية والخدمات وغيرها.
وتابع أن "السياحة المغربية تعد ثاني مساهم في تحريك العجلة الاقتصادية، الأمر الذي يستدعي جعل هذا القطاع أولوية، بالنظر إلى آثاره الإيجابية على التشغيل لدى الشباب ومساهمته الملحوظة في ميزان الأداءات".
وفي هذا السياق، قال القباج إن الكونفدرالية الوطنية للسياحة قررت تغيير طريقة اشتغالها وحددت لنفسها مهمة "المساهمة المسؤولة والمستدامة في تنافسية القطاع السياحي ورفاهية المغاربة من خلال خلق فرص الشغل وتدعيم الاندماج من خلال الترويج للعملات والابتكار".
وأوضح أن "كل مبادرة يجب أن تكون موجهة ومدروسة في مجال المساهمة في التنافسية واستدامة التشغيل، وكذا التوجه نحو البحث عن الزبون وإرضائه وتحسين تجربة سفره واختياره لوجهة المغرب التي تنافس وجهات أخرى".
وفي معرض تطرقه للأوراش الأساسية المدرجة ضمن أولويات الكونفدرالية، أبرز القباج أن هذه الأوراش تعد مهمة لتطوير السياحة و"سنعمل على ذلك، في إطار لجان عمل عمومية-خاصة تضم ممثلين عن الكونفدرالية والسلطات العمومية ممثلة في القطاعات المعنية بالسياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والمكتب الوطني المغربي للسياحة والشركة المغربية للهندسة السياحية والمكتب الوطني للمطارات".
وبعدما أشار إلى أن الكونفدرالية تجمعها علاقات وثيقة مع هؤلاء الفاعلين في مجال التعاون واتخاذ القرار، شدد على أن "هذه الأطراف تنصت لبعضها وتنسق مبادراتها وتوحد جهودها بشكل يجعلها تنسجم تمام الانسجام مع الأهداف المسطرة".
وسجل أن الورش الأول يتصل بـ"المنعطف الرقمي"، مؤكدا أنه "منذ سنوات عدة والعالم يتحدث عن المجال الرقمي والرقمنة (...) فالنموذج التجاري للسفر تغير بشكل كامل".
وأضاف أن الفاعلين مطالبون بالانخراط في مجال التكنولوجيات الجديدة، ذلك أن البحث عن المعلومة والمقارنة وتقييم التجربة والتوصية والاختيار وعمليات شراء السائح، كلها أصبحت تنجز بمجرد نقرات".
وبخصوص المحور الثاني المرتبط بتطوير الرأسمال البشري والتكوين، اعتبر السيد القباج أنه "مهما كان مستوى التطور التكنولوجي، فإن ذلك لن ينقص شيئا من أهمية جودة الخدمات"، مشددا على أهمية التكوين من أجل التنافسية والنهوض بالتشغيل وريادة الأعمال.
وتوقف القباج، من جهة أخرى، عند النظام الضريبي باعتباره معطى أساسيا في تنافسية ومردودية الوجهة، مؤكدا "العمل مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب والخبراء من أجل اقتراح تعديلات في مجال الضريبة، ترقى إلى مستوى طموحات القطاع السياحي وتنسجم مع الدور الاقتصادي والاجتماعي المنوط به".
وحسب القباج، يتضمن الورش الثالث تنظيم القطاع، الذي تشتغل عليه الكونفدرالية منذ عدة سنوات بمعية الوزارة الوصية، من أجل إرساء إطار تنظيمي يتلاءم مع تطور القطاع سواء في ما يتعلق بالإيواء أو التوزيع أو النقل، مؤكدا على "أهمية توفر القطاع على إطار تنظيمي ينسجم مع المتطلبات الجديدة للاقتصاد والمستهلك".
وأوضح أن "السياحة الداخلية توجد في صلب الأولويات"، مضيفا أن اقتصادا سليما يقوم أولا على السوق الداخلية، التي تمثل 30 في المئة من ليالي المبيت في المؤسسات المصنفة "ونأمل أن تصل إلى 40 في المئة على غرار الوجهات السياحية العالمية".
وتوقف رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة عند إعادة تنظيم المرصد الوطني للسياحة، باعتباره أداة أساسية في المساعدة على اتخاذ القرار وتوجيه سياسات القطاع، مبرزا "الحاجة إلى عمل عميق حول هذه الأداة، حتى تصبح أكثر استقلالية وأكثر أداء ومنتجة للمؤشرات النوعية والوجيهة الكفيلة بمواكبة الفاعلين في رؤية تحسين التنافسية والتطوير".
ويعنى الورش الأخير المتصل بالحكامة، والذي يشكل، حسب القباج، "رهانا حقيقيا لتدبير ناجع وتتبع فعال لتطور القطاع السياحي المغربي، الذي يقوم على مقاربة أفقية تطرح في أغلب الأحيان تحديات حقيقية سواء بالنسبة للفاعلين الخواص أو العموميين".
من جهتهم، أبرز مختلف المتدخلين خلال هذه الندوة، من ضمنهم أعضاء بمكتب الكونفدرالية الوطنية للسياحة، ورؤساء المجالس الجهوية للسياحة وممثلون عن هيئات مؤسساتية ومهنيون ممثلون لمختلف الوجهات السياحية بالمملكة، المؤهلات التي تزخر بها جهات المملكة والمنتوجات المتنوعة التي تقترحها، مشددين على أهمية المبادرات والأوراش الجارية من أجل تحسين الأداء بالقطاع.
وأكدوا على أهمية تقوية النقل الجوي على اعتبار الدور الهام لهذا القطاع في دينامية النشاط السياحي، مبرزين أن الازدهار والدينامية التي عرفتها السياحة الوطنية في سنة 2019 همت مختلف وجهات المملكة.