وفي تصريح لـLe360، أكد الطالب بويا ماء العينين، رئيس اللجنة التنظيمية للمنتدى المغربي-الصيني، أن انعقاد هذا المنتدى بجهة العيون-الساقية الحمراء يهدف إلى إنعاش مناخ الاستثمار بالجهة والانفتاح على الفاعلين الاقتصاديين على الصعيد الدولي، من أجل ترسيخ ثقافة تنمية الجهة عبر الشركاء الدوليين.
واعتبر ماء العينين، هذا الحدث من المحطات الهامة التي ستتيح فرصة للشراكة والتعاون بين المغرب والصين، في قطاعات اللوجستيك والصناعة والطاقات المتجددة وكل ما من شأنه النهوض بالجهة عبر الآليات المذكورة، مؤكدا أن هذا المنتدى يأتي بعد أن عقد نظير له العام الماضي، بمعية الفرنسيين من أجل تكريس لغة الاقتصاد والتنمية بالأقاليم الجنوبية.
وأضاف المتحدث، أن هذا الاستقطاب والجذب الذي تعرفه الجهة يأتي بعد التراكمات والجهود الكبيرة التي بدلتها المملكة على مستوى تنمية هذه الأقاليم، مشددا على أهمية مثل هذه اللقاءات الثنائية التي تعطي ثمارها مستقبلا في مجالات عدة ما يساعد في تحقيق الأهداف التنموية المسطرة.
من جانبه، أوضح، زانغ جيانغو، عضو بالشركات الحكومية الصينية، في كلمة له بهذه المناسبة، أن المنتدى كان فرصة للقاء رجال الأعمال المغاربة ومسؤولي جهة العيون-الساقية الحمراء، للتعرف عن قرب على المؤهلات الاقتصادية ومناخ الاستثمار بهذه الجهة، مؤكدا أن الزيارة التي قام بها للمغرب سنة 2016 تركت لديه انطباعا مميزا عن المغرب، مشيرا إلى عراقة العلاقات بين البلدين منذ سنة 1958 والتي ساهمت في تحقيق الدولتين لنتائج جيدة في العلاقات الثنائية وتطوير التبادل التجاري بين الجانبين، ما أدى إلى تسريع وتيرة التنمية في مجالات الاقتصاد بالمملكة.
وشدد المتحدث على أن قرار الملك محمد السادس بإلغاء تأشيرات الدخول للتراب المغربي بالنسبة للمواطنين الصينيين، ساهم بشكل قوي في ارتفاع عدد السياح الصينيين الوافدين على المغرب من 15 ألف سنة 2016 إلى 170 ألف عام 2018، كما أن فتح البنوك الثلاثة الكبرى بالمملكة لقبول بطاقات الصينيين وفَّر لهم الراحة اللازمة وسهل من مأموريتهم.
واستطرد جيانغو قائلا: "فتح الخطوط الملكية المغربية لخط مباشر بين الدار البيضاء وبكين، في يناير 2020، سيزيد من إقبال السياح الصينيين على المغرب، إذ من المتوقع أن يرتفع عددهم إلى ما يزيد عن 300 ألف سائح"، مضيفا أن مستوى التنمية الاقتصادية بالمملكة عرف تحسنا ملحوظا في افريقيا وهو نمو متسارع.
ونوه المصدر ذاته بالاستراتيجية الوطنية في مجالات الطاقات الجديدة والطاقة الكهربائية والصناعة وصناعة السيارات، علاوة على تحسن التحديث الزراعي تدريجيا وتطور قطاعات التمويل والطيران واللوجستيك والاتصالات والبناء، مستحضرا في مداخلته أيضا التصنيف الذي حظي به المغرب من طرف مجلة "فوربس" في أفضل دول بيئة أعمال 2018، حيث احتل المرتبة 55 من بين 153 اقتصادا في العالم ما جعله يتبوأ الرتبة الأولى بشمال إفريقيا.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن المغرب يعد أول بلد ينضم إلى سياسة "الحزام والطريق"، ما جعله شريكا ممتازا في هذه المبادرة وستساهم لا محالة مع استراتيجية التنمية الوطنية المغربية على تعزيز التعاون بين البلدين، في بناء البنية الأساسية والاستثمار التجاري والخدمات اللوجستية للموانئ والسياحة والتعليم والتدريب والطاقة المتجددة.
وأكد "جيانغو" أن الاستقرار السياسي الذي يشهده المغرب وموقعه الاستراتيجي في الربط بين افريقيا وأوروبا سيساعد بشكل كبير في تثمين وتوطيد العلاقات المغربية الصينية، هذه الأخيرة التي تتوفر على رأس المال والتكنولوجيا، منوها بالفرصة التي منحت للوفد الصيني لزيارة الصحراء المغربية التي تعرف استقرارا في جميع مناحي الحياة، يقول المتحدث.
