وفي تصريح لـle360، قال حسن دنان، رئيس جمعية السقي المخصصة للأغراض الزراعية بمنطقة هوارة، إن عملية حفر بئر بجماعة زاوية سيدي الطاهر، تتطلب اليوم مجهودات كبيرة بالمقارنة مع السنوات الماضية، إذ كان الفلاح ملزما بحفر نحو 80 إلى 100 متر في عمق الأرض للعثور على المياه الجوفية بتكلفة مالية معقولة، أما في الوقت الراهن ومع استمرار الجفاف فإن الأمر يتطلب الوصول لعمق 250 مترا فأكثر بغلاف مالي يفوق 40 مليون سنتيم، مما يثقل كاهل الفلاح.
وأضاف المتحدث أن ندرة المياه الجوفية وشح الأمطار خلال السنوات الأخيرة زاد من معاناة الفلاحين وأرغم مجموعة منهم على ترك الفلاحة والهجرة نحو المدن بحثا عن مصدر آخر للعيش، بعد أن كانت ممارسته للأنشطة الفلاحية بالمنطقة سببا في استقراره فيها، مسجلا تراجعا مهولا في عدد الفلاحين النشيطين من 200 فلاح إلى نحو 40 ممارسا فقط لهذه المهنة نتيجة تفاقم أزمة المياه.
ومن جانبه، أوضح عبد الكبير الرميلي، رئيس جمعية فلاحي مشروع بوربيعة بهوارة، في تصريح لـle360، أن غلاء فواتير الكهرباء بشكل كبير وحفر الآبار يدفعان بمجموعة من الفلاحين إلى اللجوء للأبناك للاستفادة من القروض، التي تشترط من أجل الحصول عليها التوفر على أراض محفَّظة وفي مناطق خصبة ذات إنتاجية عالية، علاوة على ضعف التسويق الذي يساهم هو أيضا في تأزيم وضعية الفلاح، سواء التسويق الداخلي أو الخارجي.
وشدد الرميلي على أهمية التسويق في تشجيع الفلاح على الانتاجية بالوفرة المطلوبة، معرِّجا على الأزمة التي عرفها المجال، الموسم الماضي، والتي أدت بالفلاحين إلى التخلص من منتوجاتهم من الليمون في الطرقات والأراضي القاحلة نتيجة ارتفاع العرض وانخفاض الطلب سواء في الأسواق الداخلية أو الخارجية، مضيفا أن انتاج هذه المادة الحيوية خلال الموسم الحالي شهد تراجعا كبيرا مما قد يساهم في ارتفاع الأسعار أمام محدودية القدرة الشرائية للمواطن.
عبد الله الخابيا، المشتغل هو أيضا بقطاع الفلاحة بالمنطقة، أورد في حديث مع مراسل le360، أن الدولة ساهمت فعلا في دعم الفلاح من خلال مخطط المغرب الأخضر عبر وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إلا أن ذلك لا يكفي أمام توالي سنوات الجفاف وقلة الموارد المائية الجوفية ونضوبها في مناطق عديدة بسوس، التي تساهم بنسبة كبيرة في تزويد الأسواق الداخلية بالخضروات والفواكه وغيرها، مطالبا الوزارة بـ"دعم الفلاحين ماديا ليتمكنوا من تزويد ضيعاتهم الفلاحية بالطاقة الشمسية لتخفيف عبء فاتورة الكهرباء عنهم ولترشيد الطاقة الكهربائية".
وخلص المتحدث إلى أن إنجاز سدود تلية من شأنه أن يساعد الفرشة المائية، خصوصا وأن جغرافية المكان قريبة جدا من واد سوس، أحد أكبر الأودية بالمغرب، مما سيساهم لا محالة في الرفع من الانتاجية والحفاظ على الأمن الغذائي بالمملكة واستقرار السكان بهاته القرى وتوفير فرص شغل قارة لشبابها، يقول الخابيا.