وحسب إحصائيات بعض مهنيي القطاع، فإن حوالي 50 في المائة من سيارات الأجرة بالعاصمة الاقتصادية لم تخضع بعد لمشروع التجديد، ما يعني أن 3500 "طاكسي" من النوع القديم لا يزال يتجول بجهة الدار البيضاء الكبرى، مع العلم أن عدد سيارات الأجرة من الصنف الكبير التي تتواجد بهذه الجهة يصل إلى 7000 "طاكسي".
وبخصوص الأسباب الكامنة وراء عدم اكتمال عملية تجديد أسطول سيارات الأجرة، أوضح عبد الصادق بوجعيرة، الكاتب العام الجهوي لنقابة سائقي سيارات الأجرة (UMT)، في تصريح لـLe360، أن مهنيي القطاع "تفاجؤوا بقرار الحكومة عدم برمجة منحة دعم تجديد أسطول سيارات الأجرة في قانون المالية الخاص بسنة 2019، حيث تسبب هذا القرار في توقف عملية التجديد التي انخرط فيها مهنيو القطاع بكثافة منذ بداية المشروع سنة 2015".
وعبَّر عزيز، وهو سائق "طاكسي" من النوع القديم، عن استيائه من توقف عملية التجديد، حيث أصبح سائقو الطاكسيات أمثاله يعانون من عدة مشاكل مع الزبائن، إذ أصبح حسبه الزبائن يتفادون الركوب في النوع القديم من سيارات الأجرة، إلا في حالة عدم تواجد السيارات الجديدة التي توفر راحة أكثر للزبون، فضلا عن مشكل قطع غيار السيارات القديمة، التي أصبحت في طريقها للانقراض من السوق.
هذا وكانت الحكومة قد خصصت دعما ماليا حددته في مبلغ 80 ألف درهم للسيارة الواحدة، من أجل تجديد أسطول سيارات الأجرة المتهالكة وتغييرها بأخرى جديدة، وذلك بغرض التقليص من حوادث السير، وتخفيض الكلفة الطاقية، والحد من التلوث، وتحسين صورة النقل الحضري بمدينة الدار البيضاء، غير أن هذا المشروع لم يعرف النجاح الذي كانت تأمله الحكومة، ليتم توقيف هذا الدعم سنة 2018، ويبقى السؤال مطروحا حول مصير هاته السيارات "الخُردة" التي يقدر عددها في شوارع المملكة بحوالي 40 ألف سيارة أجرة.
تجدر الإشارة إلى أن المغرب يعد من أحد المستوطنات القليلة التي مازالت تحتضن سيارات "مرسيدس 240" الموشكة على الانقراض، حيث تم إنتاج آخر "موديل" من هذه السيارة الألمانية سنة 1984، ما جعل البعض يسميها بالسيارة "الأسطورة".
تصوير وتوضيب: عادل كدروز