بين الجبال والمغارات التي تشتهر بها منطقة تافوغالت، والشواطئ الرملية الذهبية الممتدة على طول 14 كيلومتر، جعلت شاطئ السعيدية يتبوأ المرتبة الأولى كأطول شاطئ مغربي يطل على المتوسطي.
© Copyright : DR
موقع استراتيجي ومتميز قريب من الأسواق الأوروبية
السعيدية أو "الجوهرة الزرقاء" تتموقع في الشمال الشرقي للملكة، حيث تبعد عن مدينة بركان بـ22 كلم، كما تقع على بعد 100 متر فقط من الحدود الجزائرية المغربية، تحيط بها 3 مطارات دولية (مطار وجدة أنجاد، مطار الناظور العروي، ثم مطار مليلية الدولي)، فضلا عن 4 موانئ (ميناء السعيدية، ميناء سيدي حساين، ميناء الناظور، وميناء رأس الما)، علاوة على شبكة طرقية متطورة، تربطها بالعديد من المدن المجاورة، ما يسهل تنقل الزائر أو السائح من وإلى هذه المدينة.
© Copyright : DR
بنية تحتية سياحية متنوعة تجذب الزائرين
على مستوى البنية التحتية، عرفت السعيدية تطورا كبيرا خلال السنوات الثمانية الأخيرة، حيث استفادت المدينة من عدة برامج تنموية تحت إشراف وكالة تنمية السعيدية (SDS)، التي تأسست سنة 2011 بشراكة بين صندوق الإيداع والتدبير (CDG) الذي يستحوذ على %66 من أسهمها، والصندوق المغربي للتنمية السياحية "إثمار" الذي يمتلك باقي الأسهم.
فمنذ سنة 2012، عكفت شركة تنمية السعيدية (SDS) على العمل من أجل إعادة هيكلة وتأهيل المنتجع السياحي للسعيدية، من خلال تطوير البنية التحتية السياحية، التي تعززت سنة 2018 بالحديقة المائية "أكوابارك ألبامار"، فضلا عن الميناء الترفيهي "مارينا" الذي يعتبر ثالث أكبر ميناء ترفيهي بالبحر الأبيض المتوسط، حيث تصل مساحته إلى أكثر من 28 ألف متر مربع، ويتوفر على أكثر من 850 مرسى خاص باليخوت والقوارب الكبرى.
وفيما يخص البنية التحتية الفندقية، فالسعيدية تتوفر على 6 فنادق كبرى فاخرة، تتيح في مجملها طاقة استيعابية تصل إلى 5000 سرير، فضلا عن إقامات فندقية أخرى تستجيب للمعايير الدولية من حيث التجهيزات والمرافق وفضاءات الترفيه.
وحسب ما ذكره، إبراهيم لمنور، وهو المدير التجاري لأحد الوحدات الفندقية المصنفة 5 نجوم بمدينة السعيدية، فإن نسبة الملء في هذه الفنادق تصل في فترة الذروة الصيفية، التي تمتد بين شهري يوليوز وغشت وبنسبة أقل شهر شتنبر، إلى نسبة تتراوح ما بين 90 في المائة و100 في المائة، حيث يشكل المغاربة والبرتغاليون والإسبان السياح الأكثر توافدا على هذه المنتجعات السياحية.
© Copyright : DR
أما هواة رياضة الغولف بالمغرب، فتعتبر السعيدية وجهتهم المفضلة من أجل ممارسة هذه الرياضة، بفضل توفر المدينة على ملعبين كبيرين للغولف، وهما غولف "السعيدية البحيرات" الذي يمتد على مساحة إجمالية تقدر بـ75 هكتار معظمها معشوشبة، ثم غولف "تلال" الذي افتتح سنة 2018، ويتوفر بدوره على ملعب يتكون من 18 حفرة.
© Copyright : DR
قبلة لعشاق السياحة الجبلية والاستغوار
إلى جانب المسابح وملاعب الغولف والبنيات التحتية الفاخرة، لا يمكن لزائر مدينة السعيدية أن يغادر هذه المنطقة دون أن يلقي نظرة على جبال تافوغالت الساحرة ومغارات الجمل والحمام، التي تتموقع بالقرب من وادي زغزل الذي يروي عطش أشجار فواكه "البرقوق" و"المهاية" المتدلية على طول الطريق.
ومن أجل تأهيل هذه المناطق، التي تعتبر ملاذا لعشاق الرياضات الجبلية والاستغوار، عملت السلطات المحلية بالمنطقة على إعادة تأهيل المسالك المؤدية إلى مغارتي الحمام والجبل، وتجهيزها من أجل استقبال السياح والزوار الراغبين في اكتشاف سحر هذه المغارات التي نحتت جدرانها المياه عبر أزمنة ضاربة في القدم.
وبهذا الخصوص، أكد يوسف الزاكي، رئيس المجلس الجهوي للسياحة بجهة الشرق، أن هناك العديد من المبادرات التي تم إطلاقها من أجل النهوض بهذه المنطقة في السنوات الأخيرة، وذلك في سياق استراتيجية الجهة الرامية لإعادة تسويق المنتوج السياحي للمنطقة، عبر تنويع العرض المقدم للزائر بين المنتجعات الشاطئية وملاعب الغولف والمارينا، بالإضافة إلى السياحة الجبلية التي تتيحها جبال تافوغالت وبني يزناسن، التي تبعد عن مدينة السعيدية بحوالي 50 كيلومتر فقط.
وأضاف ذات المتحدث، أن "المجلس الجهوي للسياحة أبرم اتفاقيات شراكة مع عدة جهات، تمخض عنها إنجاز مدار سياحي على ثمانية كيلومترات يمر عبر جبال بني يزناسن، الغنية بمؤهلاتها الطبيعية، وصولا إلى مغارة الجمل التي تعد موقعا متميزا لعشاق رياضة الاستغوار".
© Copyright : DR
مصب نهر ملوية.. ملاذ لكائنات مهددة بالانقراض
في إطار السياحة الإيكولوجية، تستفيد مدينة السعيدية من موقعها الذي يبعد بـ14 كيلومتر فقط عن مصب نهر ملوية، الذي يندرج ضمن قائمة "رامسار" للمناطق الرطبة، حيث يعد هذا الموقع نقطة جذب لعشاق مراقبة الطيور واكتشاف الزواحف والنباتات النادرة التي تتوفر عليها هذه المنطقة، فموقع مصب نهر ملوية يضم أكثر من 200 نوع مختلف من الطيور، فضلا عن أن هذا الموقع يعتبر ملجأ رئيسيا لعدة أنواع من الزواحف المهددة بالانقراض عالميا، على غرار "ثعبان الدوميرغ" و"السلحفاة اليونانية".
© Copyright : DR