بالفيديو: هذه تفاصيل حجز السودان لحمولة من الذهب التابعة لشركة "مناجم"

DR

في 10/05/2019 على الساعة 15:14

اتضحت الصورة الآن أكثر بخصوص الحادث الذي وقع أمس بالعاصمة السودانية الخرطوم، بعد حجز حمولة من الذهب التابعة لإحدى فروع شركة "مناجم". فخلافا للشائعات التي تم نشرها من قبل بعض وسائل الإعلام، فإن العملية تمت وفق الإجراءات المعمول بها عادة بالسودان.

كشفت مصادر مطلعة لـLe360 معطيات وحقائق بشأن هذه الحادثة التي وقعت لشركة مانوب (Manub) التابعة لمجموعة مناجم بالسودان. هذه الأخيرة تقوم بشكل دوري بتصدير الذهب من منجم غابغابا (شرق السودان) إلى زبائن دوليين منذ أكثر من خمس سنوات.

ووفق الإجراءات المعتادة، حطت طائرة هيلوكوبتر بمنجم غابغابا من أجل نقل الذهب (حوالي 217 كلغ) ونقلها فيما بعد إلى الخرطوم بهدف تصديرها إلى زبون بإيطاليا. وكان ممثلون عن وزارة المعادن وكذا مسؤولي الجمارك السودانيين حاضرون من أجل الإشراف ومرافقة هذه العملية، بحسب مصادرنا.

وتجدر الإشارة إلى أنه مباشرة بعد رحيل الرئيس البشير، حلت وحدة عسكرية جديدة متكونة من 55 جندي (بالإضافة إلى 100 جندي آخرين كانوا هناك) وينتمون إلى قوات الدعم السريع، بموقع غابغابا من أجل تعزيز أمن المنجم، ولكن أيضا من أجل مراقبة إنتاج الذهب بالبلاد.

وهذه القوة العسكرية الجديدة هي التي قامت بعرقلة نقل هذه الكمية من الذهب في انتظار تقلي التعليمات من الخرطوم. وتأسفت مصادرنا قائلة بأنه "بالرغم من توفر جميع الوثائق وسلامة التراخيص كلها، وبعد ساعات طويلة من النقاش ومحاولات التدخل بالخرطوم، فإن الكمية لم يتم تصديرها وظلت الليلة كلها بالموقع".

فصباح يوم الخميس 9 ماي، وخلافا للمساطر المعمول بها عادة، طلب العسكريون أن يقوموا بأنفسهم بنقل كل السبائك إلى الخرطوم. وبمجرد وصولها إلى العاصمة السودانية، تم استقبال الطائرة المروحية من قبل الصحفيين الذين ربما أخبروا بالأمر مسبقا.

هؤلاء الصحفيون قاموا بنشر معطيات مغلوطة حول الحادث، وصوروا الأمر على أنه يتعلق باعتراض طائرة تابعة لشركة مغربية كانت على أهبة القيام بنقل سبائك الذهب إلى الخارج.

وقد تم في هذا الإطار نشر صور وشريط فيديو. ويبدو أن هذا الشريط، الذي يتوخى منه الإثارة، موجه بكل تأكيد للرأي العام السوداني. فهي محاولة واضحة من أجل التأثير على الرأي العام من خلال هذه الصور وفيما بعد تتم العودة إلى الإطار التنظيمي العادي والتزامات الدولة السودانية. لأنه من الصعب على أي شخص أن يتصور أن النظام الجديد في السودان يمكنه أن يستهدف استمرارية الدولة. فهذا الأمر سيعطي إشارة سيئة للمستثمرين الأجانب الذين يمارسون أنشطتهم في هذا البلد بشكل قانوني.

وهذا ما يفسر أن عددا من وسائل الإعلام السودانية تراجعت بسرعة واعترفت بقانونية هذا النوع من العمليات. كما هو الحال بالنسبة لشبكة الإعلام الإلكتروني "النيل"، التي بعد التحقيق في الأمر، خلصت إلى أن هناك تراخيص معطاة لعدد من الشركات من أجل نقل الذهب عبر الطائرة وبأن هذه المسطرة يتم العمل بها بشكل عاد تحت إشراف السلطات المختصة، بحضور مراقب الشركة السودانية للمناجم وبعد القيام بعدد من الإجراءات الشكلية تهم عدة مصالح: أمن المطار، مراقب الشركة المعدنية، الأمن الاقتصادي ومدير موقع الإنتاج.

وفي نهاية اليوم، قامت الشركة المكلفة بالنقل عبر طائرة هيلوكوبتر وكذا وكالة الأنباء السودانية بنشر بلاغات تشير إلى مجموعة مناجم توجد في وضعية سليمة وأن مسطرة التصدير جاري بها العمل. 

يشار إلى الوضعية الحالية بالسودان، بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير المتسمة بغياب الحكومة ووصول سلطة عسكرية جديد إلى سدة الحكم، لا يساعد الشركات الأجنبية المتواجدة بالسودان لكونها فقدت محاوريها المعتادين. فعلى سبيل المثال، لا توجد وزارة مكلفة بالمعادن والمناجم. غير أن هذه الوضعية لا تبعث على القلق، بحسب ما أكدته عدة مصادر لـLe360. فأي سلطة كيفما كانت، لا يمكنها بجرة قلم أن تتراجع عن التزامات الدولة السودانية.

وقد علم Le360 أن سبائك الذهب تم نقلها إلى البنك المركزي السوداني من أجل إجراء تحقيقات تكميلية. وقد تستعيد شركة "مانوب" هذا الذهب الذي تم حجزه، يوم الأحد المقبل، بمجرد إتمام التحقيقات الضرورية.

تحرير من طرف وديع المودن
في 10/05/2019 على الساعة 15:14