قرار "مقاطعة" التكفل بمنخرطي الكنوبس بشأن جميع أنواع الولادات (سواء كانت طبيعية أو قيصرية) ليس إلا ردا على المسطرة الجديدة التي فرضها الكنوبس الذي يسير التأمين على المرض بالنسبة لموظفي القطاع العام.
فقد اشترط الكنوبس بالنسبة لكل عملية قيصرية أن يتم تقديم تقرير طبي يبرر اللجوء إلى الولادة القيصرية. وفي حالة عدم توفره، فإن التعويض يتم على أساس تعريفة الولادة الطبيعية. وستدخل هذه المسطرة الجديدة إلى حيز التطبيق ابتداء من فاتح ماي المقبل.
غير أن رد فعل أطباء النساء لم يتأخر طويلا. فقد قرروا بدورهم الامتناع عن قبول التكفل المقدم من الكنوبس. وأكد سعد أكومي، وهو طبيب أمراض النساء بالدار البيضاء والرئيس المؤسس للجامعة النقابية الوطنية للأطباء الاختصاصيين بالقطاع الحر قائلا: "سنواصل بالرغم من ذلك عملنا وتقديم خدماتنا. وسنملأ كل الأوراق الضرورية مع تقديم كل الوثائق المفيدة وعلى الأمهات أو عائلاتهم أن يقوموا بتقديمها إلى الكنوبس من أجل المطالبة بالتعويض".
وجاء في بلاغ للكنوبس أنه يتعين على "منتجي العلاج (المصحات، المستشفيات العمومية، إلخ) أن يضموا تقريرا طبيا لملفات الوترة يشرح الضرورة الطبية التي تستدعي اللجوء للعملية القيصرية ويبين الفوائد والمخاطر الممكنة للعملية وظروف إنجازها".
وبرر هذا الصندوق، الذي يديره عبد العزيز عدنان، قراره بالارتفاع غير العادي في اللجوء إلى الولادات القيصرية. ففي سنة 2017، أكد الكنوبس أنه سجل 30.583 حالة ولادة من بينها 18.522 حالة ولادة قيصرية (61 في المائة). وأوضح بلاغ الكنوبس أن "هذه النسبة كانت 35 في المائة عام 2006 وارتفعت إلى 43 في المائة سنة 2009 بعد الرفع من التعريفة الوطنية المرجعية من 6000 إلى 8000 درهم".
هناك معطى أخر ذكره الكنوبس يتجلى في أن القطاع الخاص، الذي يحتكر 90 في المائة من عدد الولادات في المغرب، يسجل نسبة عالية في اللجوء إلى الولادة القيصرية بنسبة 66 في المائة مقابل 25 في المائة في القطاع العام. وفضلا عن ذلك، فإن عدة مؤسسات استشفائية خاصة بالدار البيضاء والرباط وفاس وأكادير والقنيطرة والجديدة تجاوزت عتبة 80 في المائة سنة 2017. وهناك معطى آخر يثير الانتباه، يضيف الكنوبس، يتعلق الأمر بأن 72 في المائة من النساء الذين خضعوا لولادة قيصرية سنة 2017 تتراوح أعمارهن بين 20 و35 سنة.
وعندما سئل عن ظاهرة اللجوء بكثرة إلى الولادة القيصرية، رفض ممثل أطباء أمراض النساء بالقطاع الخاص هذه الاتهامات التي كان محور رسالة وجهها مدير الكنوبس إلى مجموع المصحات الخاصة. وأوضح أكومي قائلا: "في غياب الأدلة، يمكن اعتبار هذه الاتهامات قذفا. نلجأ إلى الولادة القيصرية بناء على مؤشرات عملية ومعرفتنا وتكويننا. من غير المقبول أن نترك إداريا يتدخل في اختصاصنا، لأن الأمر يتعلق بصحة الأمهات والأطفال".
تصوير ومونتاج: خليل السالك