وشكل لقاء "حوار الأعمال -الحكومة" المنظم كحدث مواز لهذا المؤتمر، الذي افتتح أشغاله اليوم الثلاثاء، فرصة لتقديم المنظومة الطاقية بالمغرب من خلال تجربة وانجازات مختلف القطاعات الحكومية والهيئات الفاعلة في مجالات انتاج الطاقة والطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية والبحث العلمي.
وأبرز الوفد الذي يترأسه عزيز الرباح وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، في هذا الحدث الذي نظمته الحكومة الالمانية بتنسيق مع الشراكة الطاقية المغربية الألمانية، الدينامية التي يشهدها المغرب في مجال الطاقة بفضل توفره على مؤسسات قوية وإطار تشريعي فعال مما يشجع على الاستثمار في المغرب.
وقال الرباح إن "المغرب يتوفر على مناخ أعمال يعرف اصلاحات متواصلة من أجل مواكبة الدينامية التي يعرفها العالم لأننا نريد مقاولة وطنية لها قدرة تنافسية وفي نفس الوقت جلب اقصى ما يمكن من الاستثمارات من جميع القارات".
وأضاف أن المغرب منفتح ويبحث عن شركاء جدد وعن نموذج جديد من الاعمال والاستثمار، معتبرا أنها فرصة ذهبية للمقاولات الالمانية للاستثمار في المغرب الذي بات سوقا كبيرة خاصة في مجال انتاج الطاقة بما في ذلك النجاعة الطاقية، والنقل المستدام واعادة تأهيل محطات الطاقة الأحفورية ومختلف أنشطة التنمية المستدامة.
وأشار الى أنه في مجال الاقتصاد الاخضر، يمكن لألمانيا، التي تتوفر على 15 ألف موقع لإعادة التدوير وتسجل رقم معاملات يصل إلى 60 مليار دولار، أن تقدم الكثير للاقتصاد المغربي والافريقي.
وسجل أن المغرب أطلق سياسة الطاقات المتجددة منذ أمد طويل مذكرا بأن أول مركز لتطوير الطاقات المتجددة يعود الى سنة 1982، وان اولى المحطات الريحية تعود الى 2002، مما يظهر أن ثقافة الاستدامة مترسخة في الاقتصاد والادارة المغربية.
وتابع الوزير أن المغرب بدأ الان يجني ثمار هذه السياسة حيث ان مليارات الدولارات يتم استثمارها في الطاقة والتنمية المستدامة. وقال إن ألمانيا أصبحت تهتم أكثر بالمغرب كشريك ليس فقط على مستوى التعاون التقليدي الكلاسيكي ولكن ايضا في مجال الاستثمار، مشيرا الى أن الاستثمارات الالمانية تتقدم اليوم بشكل جيد في كافة المجالات خاصة في المجال الصناعي والتنمية المستدامة والطاقات المتجددة.
وحسب الوزير فان الشركات الالمانية تولي اهتماما خاصا لعقد شراكات مع المقاولات المغربية للولوج الى السوق الاوربية والافريقية خاصة وأن البلدان الافريقية في حاجة الى حلول ناجعة في مجال الطاقة.
من جانبه، استعرض خالد الحسيني، القائم بأعمال سفارة المملكة المغربية ببرلين، مجالات التبادل والتعاون بين ألمانيا والمغرب في مختلف القطاعات، لما يربطهما من علاقات سياسية واقتصادية ذات أهمية على المستوى الثنائي وكذا على مستوى الفضاء الأورو متوسطي.
وذكر الدبلوماسي المغربي بمختلف الإصلاحات والأوراش البنيوية والاستراتيجيات القطاعية التي انخرط فيها المغرب، مؤكدا على أن استقرار المملكة، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، وحفاظها على توازناتها الاقتصادية والمالية، وكذا انفتاحها على محيطها الخارجي من خلال العديد من اتفاقات التجارة الحرة وسياسة اندماجية جد دينامية مع شركائها الأوربيين و حضور قوي ومتعاظم بالقارة الأفريقية الواعدة، كلها عوامل تؤهلها الى ان تكون وجهة رئيسة للاستثمارات الألمانية ومنصة لشراكات تعود بالنفع على الجانبين تستهدف الأسواق الدولية وتستجيب لمتطلبات التنمية المستدامة.
ولفت الحسيني الى أن قطاع الطاقة يعد مجالا محوريا للتعاون بين البلدين، والذي حقق انجازات مهمة لاسيما ما يتعلق بالطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، وهي مجالات لتعاون مثمر وشراكة واعدة بين البلدين.
وأشار الى أن المجموعة الألمانية سيمنس حاضرة بقوة في برامج المملكة المتعلقة بالطاقة الشمسية كما انها تتواجد بالمغرب من خلال استثمارات مهمة في قطاع الطاقة الريحية حيث تتوفر على وحدات صناعية بطنجة ومشاريع إنتاجية على الساحل الأطلسي جنوب المملكة.
وقالت هناء راغنيت، مسؤولة عن التعاون الدولي والمؤسساتي بالوكالة المغربية للطاقة الشمسية، أن الشركات الالمانية تبحث عن اسواق في افريقيا وأن تقديم المشاريع المغربية في مجال الطاقة يمكنها من الاطلاع على فرص الاستثمار بالمغرب حيث سوق الطاقات المتجددة مزدهر ويتسم بالنمو وخلق مناصب الشغل.
وأضافت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه خلال هذا اللقاء تم تقديم النموذج الذي أرسته الوكالة المغربية للطاقة الشمسية من أجل تحفيز الشركات الالمانية على الاستثمار في المغرب وأيضا في افريقيا حيث تواكب الوكالة البلدان الافريقية في اطار استراتيجية تعاون ثلاثية الاطراف.
وقال السيد تيبر فيشر، مسؤول بوكالة الطاقة الالمانية، أن الهدف من هذا اللقاء هو تمكين رجال الاعمال الالمان من التحاور والتبادل مع مسؤولين حكوميين حول مناخ وفرص الاستثمار في المغرب. وأشار الى أن البلدين لديهما مؤهلات كبيرة لتعزيز التعاون وإقامة شراكات بفضل تجربة الشركات الالمانية والخبرة والريادة المغربية في مجال الطاقات المتجددة.
من جانبها، اعتبرت كونيليا لانجيو، مديرة شركة "كوم فور يوروب" التي تعمل في مجال تحويل النفايات الى طاقة، في تصريح مماثل أن اللقاء كان مهما، مؤكدة اهتمام المستثمرين الالمان ورغبتهم في الحصول على معلومات بخصوص مجال الطاقات المتجددة في المغرب.
وأشارت إلى أن المغرب يوفر إمكانات هامة للاستثمار في مجالات متنوعة مثل الالواح الشمسية والكتلة الحيوية والتعاون في مجال الابحاث وتطوير مشاريع مشتركة في ما يخص التكوين والشباب.
ويضم الوفد المغربي مسؤولين عن شركة الاستثمارات الطاقية، ومعهد الابحاث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة، وفرع الكهرباء بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، وقطب الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية بالوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، والمكتب الشريف للفوسفاط، وقطب التنمية بالوكالة المغربية للطاقة الشمسية.