وتقاسم المشاركون في لقاءات يندرج تنظيمها في إطار برنامج "نصدر لنتطور" الذي ينظم بمبادرة من الجمعية الإسبانية للتوثيق والتصديق (آيونور) بشراكة وتعاون مع سفارة المغرب بإسبانيا وإحدى المؤسسات البنكية، العديد من التجارب الناجحة لمجموعة من الشركات والمقاولات الإسبانية التي استقرت بالمغرب وتنفذ مشاريع استثمارية مهمة تشمل مختلف القطاعات.
وذكر فريد أولحاج القنصل العام للمغرب بإشبيلية خلال هذه اللقاءات، التي حضرها ممثلو العديد من الشركات الإسبانية المهتمة بالسوق المغربي والفرص التي يتيحها في مجال الاستثمار، بعلاقات الصداقة والتعاون في المجالات الاقتصادية والاجتماعية المتميزة التي تجمع بين إسبانيا والمغرب.
وقال إن العاهل الإسباني الملك فليبي السادس أشاد خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى المغرب رفقة الملكة ليتيسيا بالمملكة التي عززت موقعها تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس كقطب حقيقي للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وللعصرنة والتحديث بالمنطقة.
واستعرض مختلف الإمكانيات والمؤهلات التي يتوفر عليها المغرب خاصة على المستوى الاقتصادي وكذا الإنجازات والمكتسبات التي حققها بفضل الإصلاحات والأوراش الكبرى التي أطلقها والتي همت مختلف المجالات مؤكدا على أن المغرب "أضحى يشكل منصة نموذجية للتجارة والاستثمارات ومرتكز إقليمي جد مناسب لاستكشاف والولوج إلى أسواق القارة الإفريقية".
وبخصوص المبادلات التجارية مع جهة الأندلس أكد الدبلوماسي المغربي أن المملكة أصحبت هي الوجهة الرئيسية للشركات الأندلسية حيث قامت حوالي 5000 شركة بأنشطة ومبادلات تجارية اتجاه المغرب.
ومن جهته، أكد خوان باندو المدير العام لشركة "أوليف فوودز ماشيناري"، وهي شركة إسبانية مستقرة في المغرب منذ الثمانينيات من القرن الماضي، أن "المغرب هو أحد الأسواق الطبيعية التي توفر للشركات والمقاولات الإسبانية العديد من فرص من أجل الاستثمار".
كما أشاد بالمزايا والفرص التي يوفرها السوق المغربي الذي "أضحى مرجعا في المنطقة" مشيرا إلى أن المملكة قامت بتحديث تجهيزاتها الأساسية وتكييف وملاءمة نظامها المصرفي والمالي مع المعايير الأوروبية " وعلينا أن نستغل الإمكانيات التي توفرها للمستثمرين والفاعلين الاقتصاديين الإسبان ".
وبدورها أكدت كارمينا كاستيلا مديرة مكتب "آميك" المتخصص في الاستشارة الموجهة للشركات التي تبحث عن الأسواق الدولية، أن المملكة المغربية تتوفر على مناخ أعمال مناسب واستثمرت مبالغ مالية جد مهمة من أجل تجويد وتحديث تجهيزاتها الأساسية وبنياتها التحتية.
وأوضحت أن الحكومة المغربية تضع رهن إشارة الشركات والمقاولات التي ترغب في الاستثمار بالمملكة تحفيزات وتسهيلات ضريبية من اجل تشجيع الاستثمار مشيرة إلى أن موقع المغرب وتجهيزاته وبنياته التحتية كلها عوامل توفر إمكانيات هائلة للتصدير في اتجاه بلدان أخرى في المنطقة.
أما كارلوس أرولا مدير مجموعة "أرولا" المتخصصة في النقل والإمداد واللوجستيك فأشاد بالتكامل الذي يميز السوق المغربي مع السوق الإسباني مضيفا أن "هذا السوق الذي دخل مرحلة جد مهمة من النمو والتطور يتوفر على أحد أكبر الموانئ في المنطقة وهو ميناء طنجة المتوسط الذي تجاوز ميناء الجزيرة الخضراء من حيث حركية النقل والتجارة "كما أن المغرب أضحى يعتمد نفس الإجراءات والتدابير المتبعة في إسبانيا أو في أوربا بالإضافة إلى إحداثه لنظام جمركي موثوق وشفاف'.
يشار إلى أن هذه اللقاءات تندرج في إطار برنامج اعتمدته سفارة المغرب في إسبانيا تحت شعار " المغرب يتقدم " ويتضمن تنظيم سلسلة من اللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات بمدن ومناطق إسبانية مختلفة بهدف تسليط الضوء على المملكة كوجهة مفضلة لريادة الأعمال والاستثمار.