وعاين موفد le360 إلى هوارة، مشاهد تخلص الفلاحين من الفاكهة المذكورة وسط الحقول المهجورة وعلى جنبات الطرقات وغيرها من الأماكن، بعدما عجزت الأسواق الداخلية والخارجية من استيعاب الكميات الكبيرة التي أنتجها فلاحو المنطقة، ليتكبدوا جراء ذلك خسائر مادية فادحة جعلتهم يدقون ناقوس الخطر ويطالبون بتدخل عاجل من الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الفلاحة لإنقاذ موسمهم الفلاحي من الانهيار.
وفي تصريح لـle360، أكد، مبارك كرايش، الذي يشتغل كفلاح بالمنطقة، أن القطاع تواجهه العديد من الاكراهات من ضمنها ارتفاع تكلفة الانتاج والضرائب التي تؤدى كل سنة مع فاتورة الكهرباء، فضلا عن غلاء الأسمدة واليد العاملة وفشل سياسة التسويق على الصعيدين الوطني والدولي، مؤكدا أن العاملين بالمجال في حاجة ماسة إلى دعم من طرف الدولة لانتشالهم من هذه الأزمة.
وطالب المتحدث ذاته من الوزارة الوصية على القطاع، إنشاء المصانع ودعم المستثمرين في مجال العصائر والمربى ليبقى المنتوج معلبا لسنة أو سنة ونصف ولتجنب عملية إتلافه التي باشرتها مجموعة من الفلاحين منذ نحو أسبوعين من الآن وتستمر لحدود اللحظة، مطالبا بتقنين القطاع وإبعاد السماسرة والوسطاء عنه لحماية الفلاح مما سماه "بطشهم واستغلالهم البشع".
الضرر البالغ لم يقتصر فقط على الفلاحين مُلاَّك الضيعات الفلاحية، بل امتد لليد العاملة التي وجدت نفسها أمام عطالة قد لا تنتهي بمرور شهور، بعد أن كانت تمني النفس في أن تشتغل في عملية جني الفاكهة لضمان قوتها اليومي وقوت أسرها التي تعيلها.
محمد أحد هؤلاء العمال الذين يشتغلون بشكل دائم بضيعات الحوامض في وقت سابق، قال في تصريح لـle360، إن الموسم الحالي لجني الكليمونتين عرف تدهورا كبيرا وتراجعا في طلب اليد العاملة من طرف الفلاحين الصغار، الذين تكبدوا خسائر كبيرة جعلتهم يستغنون عن العمال بشكل كلي بسبب الأزمة الخانقة التي أصبحت تقض مضجعهم صباح مساء دون أن تتحرك الجهات المختصة لإيجاد حل لها، يضيف المتحدث.
وفي سياق متصل، أوضحت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، في بلاغ لها، أن لقاءً يرتقب أن يجمع الوزير، عزيز أخنوش، بمهنيي وممثلي سلسلة الحوامض، مطلع يناير من السنة المقبلة، لمناقشة الوضعية الراهنة للسلسلة وتقديم مقترحات من أجل تجاوز الاكراهات القائمة لتطوير القطاع.