وعلاوة على إنتاج الحبوب الذي ارتفع بـ 7 في المائة مقارنة مع موسم 2016-2017، فإن كل مؤشرات الفلاحة المغربية إيجابية عند نهاية هذا الموسم، بفضل تساقطات مطرية مهمة ومنتظمة، وظروف مناخية مواتية لنمو الزراعات. وبلغ المعدل التراكمي للتساقطات المطرية خلال هذا الموسم 402,3 ملم، أي بزيادة نسبتها 11 في المائة مقارنة مع موسم عادي، وهو ما مكن من تحسين حقينة السدود الفلاحية بـ 45 في المائة.
وبحسب معطيات وزارة الفلاحة، فقد سجلت الزراعات الرئيسية الأخرى كذلك مردودية مرتفعة، حيث ارتفع محصول الحوامض والبواكر إلى 2,6 مليون طن و2 مليون طن على التوالي، بينما ارتفع إنتاج الزيتون بـ 28 في المائة ليبلغ قرابة 2 مليون طن، وإنتاج القطاني بـ 3,4 في المائة، فيما غطت الزراعات السكرية 46 في المائة من الطلب الداخلي على السكر.
ومن جهتها، حققت سلسلة اللحوم نتائج جد إيجابية بزيادة إنتاج اللحوم الحمراء بنسبة 7 في المائة لتبلغ 590 ألف طن، وزيادة 2 المائة في إنتاج الحليب حيث بلغ 2,55 مليار لتر، واللحوم البيضاء بـ 13 في المائة لتبلغ 690 ألف طن، والبيض بـ 29 في المائة ليبلغ 3,3 مليار بيضة.
ومن بين المؤشرات الأخرى التي تدل على الأداء الجيد للفلاحة المغربية خلال هذه السنة المنتهية، هناك ارتفاع الناتج الداخلي الخام للقطاع الذي بلغ 125 مليار درهم، بزيادة نسبتها 60 في المائة مقارنة مع 2008، سنة إطلاق مخطط "المغرب الأخضر"، وكذلك زيادة القيمة المضافة الفلاحية بـ 3,6 في المائة.
وبلغت كذلك صادرات المنتوجات الفلاحية 2,9 مليون طن، أي بزيادة نسبتها 4 في المائة مقارنة مع موسم 2016-2017. وبالتفصيل، فقد ارتفعت صادرات البواكر بـ 5 في المائة، وسجلت الحوامض والطماطم زيادة نسبتها 4 في المائة و2 في المائة على التوالي.
وبخصوص إيرادات صادرات المنتوجات الفلاحية، فقد بلغت 53,5 مليار درهم، مما مكن القطاع من التموقع كثاني مصدر للعملات الأجنبية بالنسبة للمغرب، بحصة تناهز 22 في المائة من إجمالي الصادرات.
كما اتسم الموسم الفلاحي 2017-2018 بتحقيق مردودية متوسطة قياسية بلغت 23 قنطار للهكتار بالنسبة لزراعات الحبوب، وهي سابقة في تاريخ المغرب. فقد ارتفعت المردودية المتوسطة بـ 27 في المائة مقارنة مع الموسم السابق، وبـ 7 في المائة مقارنة مع الموسم الفلاحي 2014-2015 والذي كان سجل فيه المغرب إنتاجا قياسيا بلغ 115 مليون قنطار لمساحة 5,37 مليون هكتار.
ويعكس هذا الأداء طفرة وتوسع التطورات التقنية التي تم تعميمها على مستوى الضيعات الفلاحية لإنتاج الحبوب بعد عشر سنوات من تفعيل مخطط "المغرب الأخضر". كما يعكس قدرات التدخل الكبيرة المطورة خلال هذه الفترة من طرف الفلاحين ومهنيي القطاع، والتي تجسدت خلال هذا الموسم بغرس مليون هكتار في ظرف أسبوع واحد.
وبفعل دينامية الموسم الفلاحي 2017-2018 ونتائجه الجيدة، تتطلع وزارة الفلاحة إلى الموسم المقبل بحماس كبير وعزم على إثراء المكتسبات التي حققها هذا القطاع الحيوي للاقتصاد الوطني، والذي خلق خلال فترة 2008-2018 أكثر من 250 ألف منصب شغل، 50 في المائة منها بين 2016 و2017.
وهكذا، سيستفيد الفلاحون خلال سنة 2019 من 2,2 مليون قنطار من البذور المختارة و680 ألف طن من الأسمدة، علاوة على توسيع المساحات المجهزة بالري الموضوعي إلى 610 ألف هكتار وإلى قرابة 1,5 مليون هكتار من مساحة الفلاحة المسقية، منها مليون هكتار مخصص للحبوب و500 ألف للأشجار المثمرة.