برنار باجوليت يكشف في كتاب جديد مدى معاداة النظام للجزائري للمغرب

DR

في 24/09/2018 على الساعة 21:30

في كتابه الذي جرى إصداره للقراء "الشمس لم تعد تشرق من الشرق"، يحاول الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الفرنسية، برنار باجوليت، إبراز مدى معاداة النظام الجزائري البغيض للمملكة المغربية.

لطالما ظل النظام الجزائري معاديا للمغرب، وبفضل الإصدار الجديد لـ "أهم رجل مخابرات" بفرنسا، برنار باجوليت، الرئيس السابق للإدارة العامة للأمن الخارجي (2013-2017)، الذي تمثل في كتاب نُشر بعد عام واحد من مغادرته رئاسة DGSE، برنارد باجوليت، السفير السابق لفرنسا في الجزائر (2006-2008)، يُظهر بالتفاصيل والحجج كيف أن العلاقات المغربية-الفرنسية احتلت أذهان الساسة الجزائريين.

وفي إشارة إلى أول اتصال له مع الرئيس بوتفليقة، بعد تعيينه في عام 2006 سفيرا لفرنسا في الجزائر، يقول برنار باجوليت إنه اكتشف في وقت مبكر جدا الحساسية الشديدة للجزائر فيما يتعلق بالعلاقات الفرنسية-المغربية. "في اجتماعنا الأول، خلال دجنبر 2006، بعد أيام قليلة من وصولي، أبلغت الرئيس بوتفليقة برسالة "الصداقة، والوقار، والعاطفة" التي أوصاني جاك شيرال بإيصالها إليه، وهذا لم يكن كافياً بالنسبة له: فالرئيس شيراك لم يكن يخفي رغبته في الحفاظ على علاقات الأخوة مع الملك المغربي". وفقا لما ورد في كتابه.

"لقد تحدثنا عن العلاقات المتميزة مع الجزائر، لكن في الواقع، فالمميزات كانت محفوظة للمغرب وتونس، فيما لم تر الجزائر شيء من ذلك"، وهو ما لم يعجب بوتفليقة.

ولم يترك لنفسه، برنارد باجوليت، الوقت الكافي للاستقرار في الجزائر العاصمة، لدرجة أنه أدرك بالفعل مدى تعقيد مهمته كسفير لجاك شيراك. تعقيد على المدى الطويل، لأن العديد من السفراء الفرنسيين قبله كان عليهم أن يديروا حساسية الجزائر فيما يتعلق بالاتفاق الفرنسي-المغربي. ويذكر الكاتب أن الرئيس هواري بومدين لم يستقبل قط السفير السفير الأسبق جاي دو كومينس، كما هو الشأن بالنسبة لعبد العزيز بوتفليقة، الذي كان حينها وزيرا للخارجية. وكل ذلك بسبب "دعم الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان للمغرب في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية".

وكنوع من الانتقام، فضل هواري بومدين، وكذلك وريثه المخلص بوتفليقة، المولود في وجدة، استقبال مراسل صحيفة "لوموند" الفرنسية في الجزائر، بدلا من سفير فرنسا في الجزائر، غاي دو كومينس!

بالنسبة إلى الرئيس السابق لـ DGSE، فإن جبهة البوليساريو هي "رهينة" من الجزائر..

برنار باجوليت يكشف أن "الصحراء المغربية كانت واحدة من القضايا الأولى التي أثارها مع الرئيس بوتفليقة". وفي ذات الصدد، لم يتردد الأخير في القول: "لقد دعمت باريس دائما الموقف المغربي منذ أيام الرئيس جيسكار ديستان" ، يشتكي الرئيس بوتفليقة.

شكوى لا أساس لها من الصحة. كلمات برنار باجوليت: "هناك صراع نفوذ على الصحراء المغربية داخل المغرب. أما الجزائر، فتحاول استغلال جبهة البوليساريو للدفاع عن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي".

نقرأ بشكل واضح: الجزائر "تستغل" البوليساريو. حقيقة أن الرئيس السابق لـ DGSE قد تحقق من تلقاء نفسه، في أوائل التسعينات، عندما كان نائب مدير شمال أفريقيا والشرق الأوسط في Quai d'Orsay، تعهد أن "قادة جبهة البوليساريو يجتمعون سرا في فندق باريسي".

لا داعي لأن نتساءل لماذا: فسلطة القرار في يد الجزائر، وليست لدى جبهة البوليساريو، الدمية التي تحركها الجزائرية لازالت تحن إلى حقبة الحرب الباردة.

تحرير من طرف محمد حمروش
في 24/09/2018 على الساعة 21:30