فهذا الفضاء التجاري بحي الفرح ، الذي ارتبط اسمه بتسويق التمور كلما حل شهر رمضان، تحول خلال هذه المناسبة الدينية ، كما السنوات الماضية ، إلى قبلة للعديد من التجار، غايتهم بيع أو اقتناء أنواع مختلفة من التمور ، إما بالتقسيط أو الجملة .
وتتم كل هاته العمليات في محلات تجارية ، تخصص لبيع الفواكه الجافة على مدار السنة ، أو أخرى تستعمل لبعث أو استقبال إرساليات متوجهة أو قادمة من مناطق الجنوب الشرقي .
ويغتنم هؤلاء التجار هذه المناسبة لعرض أنواع أخرى من التمور مصدرها عدة بلدان عربية ، خاصة تونس والجزائر والسعودية والإمارات العربية المتحدة .
ويختار العديد من الناس هذا الفضاء لاقتناء التمور ، بالنظر لوجود خيارات كثيرة ، وأثمنة مناسبة قياسا مع محلات تجارية أخرى .
ويبقى الفيصل في كل هذه العمليات هو قدرة المستهلكين على التمييز بين الجيد والأقل جودة ، فضلا عن المعرفة القبلية ببعض أنواع التمور التي تتماشى مع أذواق ساكنة بعض المناطق ، ما دامت التمور المعروضة بفضاء درب ميلا توجه للمستهلكين المحليين ، ولعدة مدن وقرى خارج مدار الدار البيضاء .
ولذلك يحج بعض التجار لهذا الفضاء التجاري من أجل الحصول على تمور بغرض نقلها لمناطق خارج الدار البيضاء ، وتسويقها هناك .
فأثمنة التمور الوطنية تتراوح ما بين 12 و 130 درهما ، أما التمور المستوردة فتبدأ ب 35 درهما فما فوق ، وهو ما يوفر عرضا متنوعا يتيح خيارات كثيرة ، من حيث الأسعار والأنواع المعروضة .
على أن عملية تسويق التمور، كما صرح بذلك التاجران العربي وعبد الكريم ، اللذين ينحدران من المناطق الجنوبية الشرقية ، لوكالة المغرب العربي للأنباء ، تخلق رواجا كبيرا خلال الشهر الفضيل، وهو ما يوفر مدخولا مهما للتجار والمحلات التجارية على مستوى درب ميلا .
وحسب هاذين التاجرين ، فإن العرض الوطني يشمل عدة أنواع منها " المجهول " وهو نوع ممتاز ( لونه أصفر مغلوق أو عسلي) ، يتم إنتاجه أساسا من منطقة الرشيدية ومناطق أخرى ، وهو مطلوب رغم ارتفاع ثمنه ( 120 إلى 130 درهما).
ومن بين الأنواع الأخرى ، التي ذكرها هذين التاجرين هناك ، " الجيهل " و" بوفقوس " و" بورار " و" الساير " و" بوستحمي "، وهي أنواع لونها إما أصفر أو عسلي أو أسود .
وأشارا إلى أن التمور المستوردة ، التي تحمل بدورها أسماء محلية أو تجارية معروفة ، لها زبناؤها الذين يقبلون عليها ، لكن أغلب الزبناء يحرصون على اقتناء تمور وطنية ، ربما لأنها تتميز بلذتها وخلوها من مواد التحفيظ .
وحسب الخبراء في مجال التغذية، فإن التمور تعتبر من المواد الغذائية المهمة ، حيث تساهم في تنظم عملية الهضم، ومكافحة الاسهال والاضطرابات المعوية ، علاج فقر الدم ، والوقاية من مشاكل القلب ومن بعض سرطانات الجهاز الهضمي .
وتعد التمور مصدرا غنيا بالفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية علاوة على احتوائها على الكالسيوم والحديد، والبوتاسيوم، والفسفور والمنغنيز والكبريت والنحاس والمغنيسيوم .