بالصور: الحرب تشتعل بالصحراء من أجل الحصول على "الريكيات"

DR

في 14/01/2018 على الساعة 21:00

تشهد مدينة العيون، جنوب المملكة المغربية، خلال مثل هذه الفترة من كل عام منافسة شديدة في سوق بيع سندات السفر أو ما يسمى بـ "الريكيات"، وهي عبارة عن بطائق سفر تمنحها وزارة النقل للطلبة الصحراويين من أجل التنقل صوب المدن التي يكملون فيها تعليمهم العالي.

وإذا ما قلنا إن حرب سندات السفر تشتعل في هذا الوقت من العام بالضبط، فإن السبب الرئيسي وراء ذلك هو اقتراب عطلة نهاية الأسدس الدراسي الأول، وهو الأمر الذي يجعل فئة كبيرة من سكان المناطق الجنوبية ترغب في السفر نحو مدن أكادير ومراكش والرباط وغيرها بغية قضاء الإجازة، ومن أجل القيام بذلك بأقل تكلفة فإن تلك الفئة تلتجأ إلى شراء سندات السفر من عند الطلبة بدل اقتنائها من وكالات الأسفار، نظرا لاختلاف الثمن بينهما.

ومن أجل وضع القارئ في الصورة بشكل أوضح، سنرصد لكم هنا مقارنة بين أثمنة سندات سفر الطلبة والتذاكر العادية التي يتم اقتناؤها من الوكالات، وسنضع كمثال أن نقطة الانطلاق هي مدينة العيون:

العيون ==> أكادير:

ثمن السفر بواسطة سند الطلبة: 120 درهم / ثمن السفر العادي: 250 درهم.

العيون ==> مراكش:

ثمن السفر بواسطة سند الطلبة: 150 درهم / ثمن السفر العادي: 360 درهم.

العيون ==> الدار البيضاء:

ثمن السفر بواسطة سند الطلبة: 200 درهم / ثمن السفر العادي: 450 درهم.

العيون ==> الرباط:

ثمن السفر بواسطة سند الطلبة: 250 درهم / ثمن السفر العادي: 500 درهم.

ومن هنا يتضح لنا جليا أن السبب الرئيسي وراء تفضيل عدد كبير من سكان الأقاليم الجنوبية شراء سندات الطلبة بدل التذاكر العادية هو الفرق في الثمن، حيث أن ذلك الاختيار يمكن صاحبه من توفير 50 بالمائة من الثمن.

ومن أجل الحصول على سندات السفر، فإن الطلبة يتجهون صوب وزارة النقل واللوجيستيك حيث يقومون بدفع شهادات الدراسة المسحوبة من جامعاتهم مرفقة بنسخ من بطائقهم الوطنية، ثم بعد يومين يحصل الطالب على سنداته التي تحمل اسميه الشخصي والعائلي ورقم بطاقة التعريف الوطنية الخاصة به وكذا نقطة الانطلاق والوصول اللتان سيسافر بينهما الطالب عبر حافلة النقل.

ومباشرة بعد حصول الطالب على السند، الذي يكون عبارة عن بطاقة ورقية صغيرة، يتوجه بها إلى شركة النقل ثم يأخذ تذكرة سفر بـ 0 درهم، وبالنسبة للشركة، سواء كانت "ساتيام" أو" سوبراتور" أوغيرها، فإنها لا تمنح التذاكر للطلبة بالمجان، وإنما تنال تعويضاتها من وزارة النقل.

وأفاد مصدر "Le360" من إحدى وكالات الأسفار بالعيون، أن شركات النقل تعمل على محاربة ظاهرة بيع السندات بشكل مستمر، وذلك عبر إلزام الشخص الذي يريد الحصول على تذكرة بتقديم بطاقته الوطنية من أجل النظر في ما إذا كانت المعلومات الشخصية متطابقة مع ما هو مكتوب على السند، وفي حالة كانت الشخص الراغب في الحصول على التذكرة ليس هو صاحب السند فإن مستخدو الشركة يرفضون السماح له بحجز مقعد في الحافلة.

وهنا نرصد لكم نموذج من السندات التي تمنحها الوزارة لطلبة الجنوب من أجل السفر إلى الجامعات:

© Copyright : DR

© Copyright : DR وهذه بعض إعلانات وزارة النقل للطلبة بخصوص مواعيد الحصول على السندات، جرى تصويرها من طرف مصدر "Le360" من عين المكان:

© Copyright : DR

© Copyright : DR

© Copyright : DR ولا تقتصر عملية بيع سندات الطلبة على الأسواق السوداء فقط، بل تمتد إلى أشكال البيع عبر شبكة الانترنت كما هو مبين في الصور المقتطفة أدناه:

© Copyright : DR

© Copyright : DRوتجدر الإشارة في الأخير إلى أن حصول طلبة الأقاليم الجنوبية على سندات السفر لا يعد بمثابة امتياز، وإنما هو تعويض عن عدم وجود جامعات بجنوب المملكة.

تحرير من طرف عالي طنطاني
في 14/01/2018 على الساعة 21:00