إنها بالتأكيد أكبر هجمة رقمية التي عرفها مجال الاسفار بالمغرب، القضية بدأت بمطلع أكتوبر الجاري، حينما توصلت وكالات الأسفار المغربية ببريد إلكتروني يدعوها لتحيين نظام حجز تذاكر الطيران لزبنائهم والمعروف بـ"أماديوس".
الرسالة كانت موقعة باسم IATA أي الوكالة الدولية للملاحة الجوية، وهي رسالة من التي اعتادت الوكالات تلقيها، فتمت الموافقة على عملية التحيين، لتكون تلك النقرة سبا في قرصنتها وخسارة مالية تقدر بملايين الدراهم.
غداة هذه العملية، تم تسجيل عدة عمليات شراء تخص تذاكر الخطوط الملكية المغربية لصالح العديد من المسافرين المنتمين لإفريقيا جنوب الصحراء في اتجاه مدن كأبيدجان وكوناكري.
وقال مسؤول عن إحدى وكالات الأسفار في تصريح لـLe360 "يوم الاثنين تاسع أكتوبر، وعند فتح الوكالة، تفاجأن بالعديد من تذاكر السفر حجزت لصالح بعض الأشخاص، علمنا بعدها ان العملية جرت يوم السبت 7 أكتوبر".
وفي وكالة أخرى، جرت عملية القرصنة في التاسع من أكتوبر، حيث يشرح لنا صاحب الوكالة "نتوفر على نظام يشعرنا بالطبع الاوتوماتيكي لكل تذكرة، حينما فتحنا الوكالة يوم 9 أكتوبر، وجدنا أن عددا مهما من التذاكر تم طبعه، اتصلنا حينها بممون نظام "أماديوس" الذي فطن بعملية القرصنة، لحسن الحظ قمنا بإلغاء عدد مهم من التذاكر".
بحسب ما توصلنا إليه، فعدد الوكالات ضحية الاختراق بلغ خمسين وكالة، موزعة على العديد من المدن المغربية كالدار البيضاء وبني ملال والفقيه بنصالح، بعض هذه الوكالات بلغت خسارتها 400.000 درهم، لتفتح تحقيقا في الأمر، وتتم مراسلة الفيدرالية الوطنية لوكالات الأسفار بالمغرب، لإيجاد حل للأزمة.
يعد برنامج "أماديوس" رائدا في معالجة عمليات الحجز لوكالات الأأسفار، حيث يستهدف الوكالات والفنادق وشركات القطار وشركات كراء السياران، كما تستعمله حوالي 121 شركة طيران عالمية، كما أن 80% من الحجوزات من طرف وكالات الأسفار لديها اتفاقيات مع أماديوس.
ويستطيع هذا النظام معالجة أكثر من 27 ألف عملية في الثانية، ويعالج شهريا 500 عملية تحيين خاصة بالتطبيقات، وهو متوفر على مركز بيانات خاص، من بين الأكبر في العالم، يقع بإردينغ بألمانيا.
وبحسب إيمان المرانين رئيسة الجمعية الجهوية لوكالات الأسفار بالرباط والنواحي "فمنذ ظهور الفيروس، تم إشعارنا من أجل عدم قبول أي عملية تحيين، كما أشعرنا "أماديوس" في ثلاث مناسبات"، هذا في الوقت الذي يوجد فيه ممثل أماديوس بالمغرب خارج البلاد.
وفي اتصال لـLe360 بمصدر من الخطوط الملكية المغربية، التي كانت بعض من تذاكرها في حوزة القراصنة، أكد أن الحالات المتعلقة بالشركة معزولة، ولا يتعلق الأمر باختراق لنظام الحجز والأداء لديها، مضيفا "في هذه الحالة قمنا بإلغاء رحلة العودة، للتذاكر المحجوزة ذهاب وإياب، كما وضعنا الوكالات المتورطة في اللائحة السوداء".