الشراكة بين المغرب وروسيا ستتقوى بعد التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن التعاون في القطاع الفلاحي وبروتوكول الممر الأخضر. هذا اليوم يسجل تقدما كبيرا في التعاون بين المملكة المغربية والإتحاد الروسي، وتجسيدا للدينامية التي تنبع من الإرادة التي عبر عنها الملك محمد السادس و الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الزيارة الملكية الأخيرة لموسكو في مارس 2016.
ويهم مشروع مذكرة التفاهم التي وقعت مع الجانب عدة جوانب من التعاون. وتشمل هذه الجوانب البحث العلمي في مجال الفلاحة، وتبادل المعلومات وتربية المواشي، ومراقبة السلامة الصحية للمنتجات الغذائية وتسويق المواد الخام. وتركز هذه المذكرة على التدريب المهني وتبادل المعلومات والبيانات المتعلقة بالمعايير التجارية واللوائح التقنية للمنتجات الزراعية الطرية والمصنعة.
سواء بالنسبة للقطاع الفلاحي أو لمنتجات الصيد البحري، فإن السوق الروسية سوق واعدة بالنسبة للمغرب٬ حيث تم تسجيل تقدم كبير في هذا الإطار، لا سيما بالنسبة لمنتجات مثل الطماطم والحمضيات. غير أن الآفاق تبقى جد واعدة، والجانبان مستعدان للمضي قدما نحو تطوير أمثل لهذا التعاون.
و سيتم ترجمة مشروع مذكرة التفاهم على الميدان من خلال عدد من الإجراءات، بما في ذلك تشجيع المقاولات المشتركة والاستثمار الخاص في الفلاحة ونقل التكنولوجيا وتبادل زيارات الخبراء، ومن المقرر أيضا إنشاء لجنة فرعية فلاحية مشتركة، ستعمل في إطار اللجنة الحكومية المشتركة المغربية- الروسية.
"الممر الأخضر" إجابة عن انتظارات كبرى
تم أيضا توقيع ما يمكن اعتباره مكسبا هاما فيما يخص المبادلات التجارية بين البلدين: بروتوكول إنشاء "الممر الأخضر" وهي خطوة رئيسية من شأنها تسريع التبادل بين البلدين فيما يخص المنتجات الفلاحية ومنتجات الصيد البحري.
وبموجب هذا البروتوكول، اتفقت سلطات الجمارك المغربية والروسية على إنشاء نظام لتبادل المعلومات حول السلع المتداولة بين البلدين من خلال منصة آمنة، كما سيمكن هذا البروتوكول البالغ الأهمية من تقليل عدد الوثائق المطلوبة للإجراءات الجمركية ومراقبة الجمارك، فضلا عن التقليل من استخدام أشكال وأساليب الرقابة الجمركية على السلع، كما ستستفيد المنتجات الطرية بشكل كبير من إحداث الممر الأخضر، الذي يهدف إنشاءه للإستجابة لانتظارات لطالما عبر عنها الفاعلون.